الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

ثقافة

انطلاق المؤتمر السنوي الخامس لمركز تحقيق التراث بعنوان «إعادة تحقيق التراث: الواقع والجدوى»

  • 29-10-2025 | 11:06

جانب من الفعاليات

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

انطلقت صباح أمس الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2025م فعاليات المؤتمر السنوي الخامس لمركز تحقيق التراث التابع للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، تحت عنوان: «إعادة تحقيق التراث: الواقع والجدوى»، وذلك في إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على التراث العربي والإسلامي وإبراز قيمته المعرفية والحضارية، وتزامنًا مع الاحتفاء باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي،

عُقد المؤتمر في قاعة علي مبارك بمقر الهيئة على كورنيش النيل – رملة بولاق – القاهرة، ويستمر على مدى يومين بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من الجامعات المصرية والعربية.

يقام المؤتمر تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وإشراف الأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ورئيس المؤتمر، وتنظيم مركز تحقيق التراث برئاسة الأستاذ مصطفى عبد السميع مدير عام المركز ومقرر المؤتمر، وأمانة الدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية.

يهدف المؤتمر إلى مناقشة قضايا إعادة تحقيق التراث العربي والإسلامي، وبحث جدوى إعادة نشر النصوص التراثية في ضوء المستجدات العلمية والتقنية، مع التوقف عند دور الذكاء الاصطناعي في خدمة المخطوطات وتحقيقها رقمياً.

الجلسة الافتتاحية

بدأت فعاليات المؤتمر بالسلام الجمهوري، تلاه انعقاد الجلسة الافتتاحية بمشاركة الأستاذ الدكتور مينا رمزي رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب نيابةً عن الدكتور أسامة طلعت رئيس المؤتمر، والدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية وأمين عام المؤتمر، والأستاذ مصطفى عبد السميع مدير عام مركز تحقيق التراث ومقرر المؤتمر.

شهدت الجلسة حضور عدد كبير من الباحثين والمتخصصين في مجال تحقيق التراث، وأدارتها الدكتورة إجلال علي باحث أول تحقيق التراث، التي رحّبت بالحضور وأدارت فقرات الجلسة بكفاءة وتنظيم متميز.

استهلّ الكلمات الدكتور أشرف قادوس الذي عبّر عن تقديره العميق للدكتور أسامة طلعت، مشيرًا إلى حرصه على دعم الأنشطة العلمية للهيئة والمحافظة على انتظام مؤتمراتها وتطويرها بما يواكب متطلبات المرحلة الراهنة. كما ثمّن جهود الباحثين بمركز تحقيق التراث منذ انطلاق فكرة المؤتمر عام 2019 بمبادرة من الدكتورة نورا عبد العظيم، مؤكدًا أن هذا الحدث أصبح منبرًا علميًا ثابتًا للباحثين في مجال تحقيق التراث.

تلاه مصطفى عبد السميع الذي أشار إلى الدور الحيوي للهيئة في خدمة المعرفة والباحثين عبر إداراتها المتخصصة، مؤكدًا تكامل جهودها في صون الذاكرة الوطنية، موجّهًا الشكر لكل من أسهم في إنجاح المؤتمر.

واختُتمت الجلسة بكلمة الدكتور مينا رمزي، الذي أكد أن اختيار عنوان المؤتمر يعكس وعيًا علميًا بقضية محورية تشغل الوسط البحثي، داعيًا إلى تطوير مناهج التحقيق العلمي في ضوء الوسائل التقنية الحديثة.

الجلسة الأولى: إعادة تحقيق النصوص اللغوية والنحوية

شارك في الجلسة الأولى الدكتور عبد الكريم محمد جبل (جامعة طنطا) ببحثٍ بعنوان: «كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروي بين تحقيقين»، حيث أوضح أن إعادة التحقيق لا تُعد تكرارًا إذا استندت إلى نسخ جديدة أو أدوات علمية حديثة.

كما شارك الدكتور أحمد عفيفي (جامعة القاهرة) ببحثٍ بعنوان: «إعادة التحقيق بين الجِدّة والادعاء: المنظومة النحوية للفراهيدي أنموذجًا»، شدد فيه على أهمية التحقق من نسب النصوص إلى مؤلفيها.

وقدّم الدكتور سليمان محمد البلكيمي (جامعة 6 أكتوبر) بحثًا بعنوان: «رحلة مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام في التحقيق»، دعا فيه إلى توجيه الجهود نحو النصوص غير المحققة بدلًا من تكرار النشر.

خلصت الجلسة إلى التأكيد على أن إعادة التحقيق ضرورة علمية إذا استندت إلى أسس دقيقة، مع الدعوة إلى إعداد قاعدة بيانات موحدة للمخطوطات، ووضع ميثاق علمي للتحقيق يضمن جودة العمل واستمراريته.

الجلسة الثانية: النصوص التاريخية والجغرافية

ناقشت الجلسة الثانية إعادة تحقيق النصوص التاريخية والجغرافية بمشاركة الأستاذ الدكتور أيمن فؤاد سيد (جامعة الأزهر) ببحثٍ بعنوان: «إعادة تحقيق النصوص التاريخية والجغرافية»، أكد فيه الحاجة إلى إعادة نشر المصادر القديمة وفق أسس علمية حديثة.

كما شارك الدكتور محمد علي دبور (جامعة القاهرة) بورقة بعنوان: «إعادة تحقيق كتاب الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة لابن يوسف الحكيم»، تناول فيها أهمية الكتاب في توثيق صناعة النقود الإسلامية.

وقدم الدكتور حاج بنيرد (جامعة مولود معمري – الجزائر) دراسة بعنوان: «النصوص النادرة في كتب التراجم وأثرها في تحقيق النصوص»، دعا فيها إلى استثمار النصوص النادرة لترميم التراث الضائع.

وأوصت الجلسة بضرورة الدمج بين التحقيق العلمي والرقمنة الحديثة، وتعزيز التعاون العربي المشترك لإخراج النصوص التراثية في صيغ موثقة ومتكاملة.

ختام اليوم الأول

اختُتمت فعاليات اليوم الأول بالتأكيد على أن إعادة تحقيق التراث العربي والإسلامي تمثل ركيزة أساسية في تجديد المعرفة اللغوية والتاريخية، وأن العمل في هذا المجال يجب أن يقوم على تعاون مؤسسي يجمع بين الخبرة الأكاديمية والتقنيات الرقمية الحديثة.

ويُستكمل المؤتمر جلساته اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025م بمناقشة عدد من المحاور حول الذكاء الاصطناعي في خدمة المخطوطات، وأخلاقيات التحقيق والنشر، والتحقيق الجماعي بوصفه نموذجًا مؤسسيًا لتوثيق التراث.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة