الإثنين 1 يوليو 2024

3 معطيات تؤكد سعي فرنسا للعب دور مهم دوليا وأوروبيًا

تحقيقات8-1-2018 | 17:10

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاليا بزيارة رسمية إلى الصين تستغرق ٣ أيام تعد الأولى لرئيس أوروبي لبكين منذ بداية ولاية الرئيس الصيني شي جين بينج الرئاسية الثانية في أكتوبر الماضي والتي عزز فيها مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني سلطته؛ بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبناء تحالف مع باريس في مواقفها السياسية الدولية حيث تأمل فرنسا في أن تلعب الصين معها دورا حاسما في تطبيق اتفاق باريس حول التغيرات المناخية خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

 

وأشادت بكين باختيارها لتكون أول دولة آسيوية يقوم ماكرون بزيارتها ، حيث تدفع باريس العلاقات الثنائية في اتجاه إعادة التوازن للعلاقات التجارية معها فمع أن الصين تحتل المرتبة الثانية بين الدول المصدرة إلى فرنسا فهي تأتي في المرتبة الثامنة بين الدول المستوردة منها.

 

ملفات عدة ذات اهتمام مشترك بين البلدين وإقامة شراكة استراتيجية بينهما خاصة في مجالي مكافحة الإرهاب والتغييرات المناخية وأهداف أخرى محددة للزيارة تؤكد مواصلة الرئيس الفرنسي لبرنامجه الانتخابي الطموح ، إذ تسعى فرنسا للعب دور هام على الساحة الدولية والأوروبية في ظل عالم متعدد الأقطاب وظروف دولية معقدة مهدت للدور المتوقع لباريس خلال المرحلتين الحالية والمقبلة خاصة مع وصول ماكرون لقمة الهرم السياسي في فرنسا والذي سطر تاريخا سياسيا جديدا لفرنسا وشكل منعطفا هاما في السياسة الداخلية والخارجية لأوروبا التي تنفست الصعداء بعد هزيمة التيار الشعبوي برئاسة اليسارية مارلين لوبان في الانتخابات الفرنسية الماضية مما عرقل انطلاق الشعبوية وصعود اليسار المقلق في أوروبا.

 

ماكرون الذي تولى الرئاسة الفرنسية منتصف شهر مايو الماضي يسعى لإعلاء صوت فرنسا وإثبات وجودها ونفوذها وضمان استقلال قرارها اعتمادا على إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية، ومن هذا المنطلق تسعى باريس من خلال تحركاتها السياسية والدبلوماسية إلى تقديم نفسها كوسيط عادل في كثير من القضايا الدولية وتتعمد بقاءها على مسافة واحدة من أطراف النزاعات المختلفة.

 

معطيات ثلاثة تؤكد إمكانية نجاح فرنسا بقيادة ماكرون رئيسها الشاب في هذا المسعى أولها : عدم وجود حكومة ألمانية ومواجهة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لعقبات تشكيل ائتلاف حكومي بألمانيا منذ شهر سبتمبر الماضي ، ثانيها : انشغال تريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة بتحقيق الخروج الآمن لبلادها من الاتحاد الأوروبي ، ثالثها نجاح ماكرون حتى الآن في بناء علاقات متوازنة مع دول العالم والإعلان عن مواقفه بوضوح من قضايا هامة وحساسة مثل محاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية والأزمة السورية والاتفاق النووي مع إيران و محاولة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي كل ذلك يؤكد بزوغ نجمه كلاعب سياسي على المستوى الدولي خلال الفترة القادمة.

 

ففي بداية العام الجديد، عرض الرئيس الفرنسي توجهاته السياسية أمام أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي موجها انتقادات إلى تفرد روسيا وتركيا وإيران بالحل السياسي لسوريا عبر مسار آستانة ، مؤكدا أن الأزمة السورية لا يمكن أن تجد طريقها إلى الحل عبر بعض القوى وحدها في إشارة إلى عملية أستانة التي تجرى بإشراف روسيا وتركيا وإيران ، مشددا على وضع حد لتنازلات تقدم إلى بعض القوى التي تعتقد أنها باعترافها بقسم من معارضة تم تعيينها من الخارج تستطيع أن تجد تسوية للوضع في سوريا بشكل ثابت ودائم ونزع سلاح الميليشات في العراق وعلى ضرورة "ربح السلام" في العراق وسوريا لتجنب عودة الإرهابيين بعد هزيمة تنظيم داعش "عسكريا نجاحات ماكرون السياسية.

ومجددا أكد ماكرون رفض بلاده لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس وأنه لا بديل عن خيار حل الدولتين ، وشجع خلال لقائه يوم الجمعة الماضي مع وفد للمجلس المركزي الفلسطيني القادة الفلسطينيين على مواصلة الدعوة إلى الهدوء والحوار حسب ما أعلن قصر الإليزيه أمس (الأحد) فى بيان ، حيث جاء هذا اللقاء مع الوفد الفلسطيني بقيادة عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس المركزي الفلسطيني قبل اجتماع المجلس يوم الاثنين القادم لبحث الوضع إثر قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.

وفي إطار جهوده لتقديم فرنسا نفسها للعالم في ثوبها الجديد ، قام ماكرون في ديسمبر الماضي بأول زيارة لرئيس فرنسي للجزائر لطي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل واستكشاف آفاق المستقبل والتعاون الثنائي فيما زار الإمارات في نوفمبر الماضي حيث كانت الأولى له للمنطقة العربية دشن خلالها متحف اللوفر الذي أقيم بشراكة إماراتية فرنسية.