أكدت الصين أن التجهيزات تجري حاليا لإقامة فعاليات الدورة الثالثة من المعرض الصيني العربي، التي ستستضيفها مدينة ينتشوان عاصمة إقليم نينغشيا ذاتي الحكم بشمال غربي الصين، في شهر سبتمبر المقبل، والتي ستكون مصر هي ضيف الشرف بها.
جاء ذلك على لسان أمين لجنة الإقليم للحزب الصيني الحاكم لي جيان هوا، في تصريحات نقلتها عنه وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية، أثناء حضوره فعاليات افتتاح الدورة الجديدة لمجلس النواب الصيني التي تقام حاليا في بكين.
وقال لي جيان هوا إن الإقليم يعمل على تأسيس منصة مفتوحة أمام العالم كله، لاسيما البلدان على طول "الحزام والطريق" (الاسم المختصر الذي يطلق على المشروع الضخم لإقامة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين)؛ حيث تركز المعارض والفعاليات التي تقيمها على خمسة اهتمامات أساسية: تجارة البضائع والخدمات والتعاون التكنولوجي والاستثمارات المالية والتعاون السياحي.
وأشار إلى أن نينغشيا حريصة على توطيد روابط التعاون مع العالم العربي في إطار الترتيبات لهذا الحدث الكبير، كما عقدت وزارة الخارجية الصينية في العام الماضي اجتماعا ترويجيا للإقليم تحت عنوان "الصين المفتوحة: من نينغشيا إلى العالم".
وتابع أن المنطقة استضافت ثلاث دورات من المنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، ودورتين من المعرض الصيني العربي منذ عام 2010، ما لعب دورا إيجابيا في تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بين الجانبين.
ووصف المعرض الصيني العربي بأنه أصبح يمثل "علامة بارزة" للمساهمة في مبادرة الحزام والطريق ومنصة شاملة لتعميق التعاون بين الجانبين، وقوة تحفيزية دافعة لانفتاح منطقة نينغشيا على الخارج، معربا عن أمله في مشاركة مزيد من الشركات الكبيرة الصينية والأجنبية في المعرض.
وأصبح المعرض الصيني العربي معلما هاما في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، بعد إدراجه على قائمة المنصات الهامة بالنسبة للمبادرة من قبل مجلس الوزراء الصيني في مارس 2015، ويعتبر معرضا دوليا متكاملا على مستوى الدولة إذ يُعقد كل سنتين برعاية مشتركة من قبل وزارة التجارة الصينية واللجنة الصينية لتنمية التجارة الدولية والحكومة الشعبية لإقليم نينغشيا الذاتي الحكم، ويعتبر معرضا شاملا هاما على المستويين المحلي والدولي.
وقد أقيمت فعاليات المنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية والمعرض الصيني العربي بنجاح منذ عام 2010، وحضرها حتى الآن نحو 24 زعيما صينيا وأجنبيا، و253 من المسئولين الصينيين والأجانب على المستوى الوزاري، و104 من السفراء لدى الصين.
وكانت نينغشيا حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتمتع بصفتها المنطقة ذاتية الحكم الوحيدة لقومية هوي على مستوى المقاطعات، بمميزات فريدة لإجراء التبادلات الثقافية مع العالم الإسلامي حيث يصل عدد السكان المسلمين بها نحو 2.3 مليون نسمة، بنسبة 36 فى المائة من إجمالي عدد سكانها.
وقد وافق مجلس الدولة الصيني على إقامة منطقة اقتصادية داخلية تجريبية في منطقة نينغشيا في سبتمبر عام 2012، هي الأولى والأكبر من نوعها في الصين، بمساحة تغطي 66.4 ألف كيلومتر مربع.
وتم وضع خطة للتنمية الإستراتيجية للمنطقة تتمثل في إقامة قاعدة للانفتاح على دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وقاعدة صناعية للطاقة والمنتجات الكيماوية وقاعدة صناعية للأطعمة الإسلامية ومنتجات المسلمين ومنطقة نموذجية لتحويل الهيكلة الصناعية.
ووفقا لبيانات صدرت مؤخرا عن وزارة الخارجية الصينية، بلغ حجم الأعمال التجارية بين الصين والدول العربية في عام 2016 171.14 مليار دولار أمريكي؛ حيث بلغ حجم الصادرات الصينية إلى الدول العربية 100.84 مليار دولار، بينما بلغ حجم الواردات الصينية منها 70.3 مليار دولار.
وحسب البيانات، لا تزال الدول العربية مصدرا رئيسيا للنفط الخام بالنسبة للصين؛ حيث استوردت الصين خلال العام الماضي 150 مليون طن من النفط الخام من العالم العربي، بزيادة 3.7% على أساس سنوي، لتشكل 40.5% من إجمالي حجم الواردات الصينية من النفط الخام.
وفي عام 2016، بلغت قيمة عقود مشروعات المقاولات الموقعة حديثا للشركات الصينية في الدول العربية 40.37 مليار دولار أمريكي، بزيادة 40.8% على أساس سنوي، مشكلة بذلك 16 % من إجمالي العقود الصينية الموقعة حديثا في العالم، بزيادة 2.9 نقطة مئوية عن الرقم المسجل في نهاية عام 2015.