أوقفت شركة هوندا موتور اليابانية عمليات الإنتاج في أحد مصانعها بالمكسيك نتيجة نقص في أشباه الموصلات المستخدمة في صناعة السيارات، في تطور يُعدّ أول تأثير مباشر للنزاع بين هولندا والصين على صانع سيارات ياباني.
وذكرت صحيفة (ذا جابان توداي) اليابانية، اليوم /الأحد/ - أن هذا التعطّل يمثل ضربة محتملة لأداء الشركة، خاصة مع بدء هوندا أيضًا في خفض إنتاجها في الولايات المتحدة وكندا، ما يهدد بتراجع الإمدادات في سوق أمريكا الشمالية، وهي السوق الأكثر ربحية للشركة.
ويعد مصنع هوندا في سيلايا بوسط المكسيك — الذي ينتج طرازات بينها HR-V — منشأة رئيسية بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف سيارة سنويًا ولم تكشف الشركة عن حجم الخفض في الإنتاج أو المدة المتوقعة للتوقف.
وتعود الأزمة إلى قرار الحكومة الهولندية في نهاية سبتمبر الماضي بوضع شركة الرقائق Nexperia — التابعة لمجموعة Wingtech الصينية — تحت السيطرة الحكومية بدعوى قصور في الحوكمة.
وردت الصين بمنع تصدير منتجات الشركة للخارج، ما تسبب في تعطل الإمدادات العالمية.
وقالت رابطة مصنّعي السيارات اليابانية الأسبوع الماضي إن التطورات قد يكون لها “تأثير خطير” على الإنتاج العالمي في القطاع، وسط مخاوف من اتساع تداعيات النزاع على سلاسل التوريد الدولية.
وكانت قد أكدت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكائيتشي أنها لا تعتزم إعادة التفاوض بشأن حزمة استثمارية بقيمة 550 مليار دولار تم التوصل إليها سابقًا مع الولايات المتحدة، مشددة على أهمية الالتزام بالاتفاقات الحكومية حتى مع تغير القيادات.
وقالت تاكائيتشي في تصريحات للصحفيين عقب أسبوع من اللقاءات الدبلوماسية التي شملت قمة مع الرئيس دونالد ترامب: "أؤمن بأنه حتى إذا تغير رئيس الوزراء، فلا ينبغي تغيير الوعود التي تُبرم بين الحكومات".
ورفضت تاكائيتشي التعليق على الاتفاق التجاري الذي وقعته كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى عدم الإفصاح عن تفاصيله حتى الآن.
وكانت تاكائيتشي قد صرحت قبل توليها منصبها الشهر الماضي بأن إعادة التفاوض بشأن الرسوم الجمركية مع واشنطن قد تكون خيارًا مطروحًا إذا ظهرت أمور تُعدّ غير عادلة وتمس مصالح اليابان الوطنية إلا أن موقفها الآن يشير إلى رغبة في الحفاظ على الاستقرار في العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتُعد تاكائيتشي، المحافظة المتشددة، أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في اليابان، في خطوة تاريخية كسرت الحاجز السياسي أمام النساء، بينما تهيّئ البلاد أيضًا لتحول واضح نحو اليمين السياسي.
وخلال وجودها في كوريا الجنوبية للمشاركة في اجتماع قادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التقت تاكائيتشي الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج.
وأكدت أنها اتفقت مع شي على بناء علاقة "بناءة ومستقرة"، فيما ذكرت وسائل الإعلام الصينية أن شي شدد على أن البلدين "يجب ألا يشكّلا تهديدًا لبعضهما".
وقبيل زيارتها لكوريا الجنوبية، عقدت تاكائيتشي أول اجتماع ثنائي لها مع ترامب في طوكيو، وأشارت إلى أنها أجرت معه محادثات "صريحة ومباشرة وبنت علاقة شخصية" معه.