في مشهد يُجسّد لحظة فارقة في تاريخ مصر، شهدت البلاد أمس السبت حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، بعد أكثر من عقدين من العمل الدؤوب لإنجازه، ليخرج إلى العالم كصرح حضاري وثقافي وترفيهي متكامل، وواجهة عالمية لعشّاق التراث المصري القديم.
جاء الحفل بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقرينته انتصار السيسي، بمشاركة ما يقارب الـ80 وفداً مُمثلاً لمختلف دول العالم، بالإضافة لحضور واسع لمُمثلي عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، وكبرى الشركات العالمية.
الاحتفالية، بدأت بعرضٍ فني بعنوان "العالم يعزف لحناً واحداً"، أعقبه عرض "الليزر والدرونز"، والذي شرح نظرية "حزام اوريون"، وعلاقة بناء المتحف المصري الكبير بالأهرامات، ليأتي من بعده عرض فني بعنوان "رحلة سلام في أرض السلام"، تخلله مشهد فني عن إبداع المصريين في البناء بداية من بناء هرم زوسر حتى البناء في العصر الحديث، ليستمع الحضور لأغنية قبطية، وإنشاد صوفي، ثم عرض آخر بالدرونز يظهر عبارة "الحضارات تزدهر وقت السلام".
وشهد الحفل قيام الرئيس، بوضع القطعة الأخيرة باسم مصر لاكمال مجسم المتحف المصري الكبير، إيذاناً بافتتاح المتحف، ، بالتزامن مع الإعلان على أن كل ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة قد تلقوا نموذجاً مصغراً للمتحف وقطعة تحمل اسم كل دولة.
أعقب ذلك سرداً لحكاية المتحف المصري الكبير، ثم فقرة استعراضية غنائية بعنوان "الملك رمسيس الثاني"، وعرض غنائي عن الآثار الغارقة بالإسكندرية، ثم عرض الدرج العظيم، واستعراض مقتنيات المتحف المصري الكبير، وعرض النيل، الذي أظهر مدى الترابط العميق بين النيل والشعب.
ثم شاهد الحضوربعروض مركب خوفو "مراكب الشمس"، والملك "توت عنخ آمون"، والذي أبرز دور الفتى الصغير حسين عبد الرسول في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ثم عرض ختامي باستخدام الإضاءة والألعاب النارية وعروض الليزر، وجولة تفقدية للدرج العظيم.
واختتم الاحتفال بتفقد الحضور قاعة "توت عنخ آمون" في المتحف المصري الكبير، التي عرضت لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، وذلك بحضور الرئيس وقرينته.

وسادت أجواء من الدهشة والانبهار بين الحضور أثناء جولتهم داخل قاعة توت عنخ آمون، حيث وقف الزوار من قادة الدول والوفود الرسمية أمام القناع الذهبي الشهير للملك الفتى في لحظة صمت وتأمل، تعبيرًا عن عظمة الحضارة المصرية القديمة وروعة فنونها الدقيقة.

وقد عكست وجوه الحاضرين انبهارهم بالتفاصيل المذهلة للمقتنيات الملكية التي نجت من عوامل الزمن لتروي للعالم قصة مجدٍ إنساني خالد، يجسد عبقرية المصري القديم وإبداعه الفريد في تخليد ملوك الفراعنة.
