ظاهرة مميزة.. القمر يقترن بزحل الليلة في مشهد سماوي فريد

يشهد عشاق الفلك، الليلة، مشهدًا سماويًا بديعًا، حيث يُرى القمر في طور الأحدب المتزايد مقترنًا مع كوكب زحل، في ظاهرة يمكن متابعتها بالعين المجردة.

ويُقصد بـ«الاقتران» اقتراب جرم سماوي من آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عند رصدهما من الأرض، وهو اقتراب ظاهري فقط لا يعكس المسافة الحقيقية بينهما، إذ تفصل بينهما في الواقع مئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.

ويحدث الاقتران عندما يقع الجُرمان في نفس خط الطول السماوي تقريبًا، ما يجعلهما يبدوان قريبين بصريًا.

ورغم أن هذه الظاهرة تُعد مشهدًا بصريًا رائعًا، فإنها تحمل أهمية علمية كبيرة، إذ تساعد على تتبع حركة الأجرام السماوية والتعرف على مواقع الكواكب، وتشجع المهتمين بعلم الفلك على مراقبة السماء وتعلم مهارات الرصد بالعين المجردة.

ظاهرة مميزة

وحسب الجمعية الفلكية بجدة، يكتسب هذا الاقتران أهمية إضافية هذا العام، نظرًا لما تشهده حلقات زحل من ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ«عبور مستوى الحلقات»، حيث أصبحت حلقات زحل في مارس 2025 موازية تمامًا لخط نظر الأرض بزاوية ميل قريبة من صفر درجة، مما جعلها شبه غير مرئية حتى عبر التلسكوبات الصغيرة.

غير أنه اعتبارًا من يوليو الماضي، بدأت زاوية ميل الحلقات بالتزايد تدريجيًا لتبلغ حاليًا بين 1 و4 درجات فقط، وهي الزاوية بين مستوى الحلقات ومستوى خط النظر من الأرض، ما يجعلها تظهر كخط رفيع يحيط بالكوكب ويضيف لمسة فريدة للحدث، وفق المصدر ذاته.

ويعود هذا التغيّر الدائم في زاوية الرؤية إلى ميل محور دوران زحل الذي يبلغ نحو 26.7 درجة، ما يجعلنا نرى حلقاته أحيانًا بشكل واضح ومائل، وأحيانًا أخرى بشكل جانبي ضيق كما يحدث هذا العام.

ومن المتوقع أن تستمر زاوية الميل بالازدياد خلال الشهور المقبلة لتعود الحلقات للظهور بوضوح أكبر بحلول عام 2026.

متابعة الظاهرة

وتُعد الحقول الزراعية، والسواحل، والجبال، والصحاري من أفضل المواقع لمتابعة الظواهر الفلكية بعيدًا عن أضواء المدن، كما يُنصح بترك العين قرابة 20 دقيقة للتكيف مع الظلام لضمان رؤية أوضح.

مع العلم أن متابعة الظواهر الفلكية آمنة تمامًا ولا تشكل أي مخاطر على الصحة أو النشاط اليومي، باستثناء كسوف الشمس، الذي يُحذَّر من النظر إليه مباشرة بالعين المجردة نظرًا لضرره البالغ على العين.