رغم حجمه الضخم فقد أطلق عليه
"الدينامو الآدمي" لكثرة تحركاته في عمله السينمائي والإذاعي والمسرحي في آن واحد،
فهو الفنان القدير السيد بدير الذي اشتهر بشخصية "عبد الموجود" إبن
"كبير الراحمية" .. في ذكرى ميلاده تنشر الهلال اليوم معلومات دقيقة عن
لسان السيد بدير الذي روى بنفسه مشوار حياته لمجلة الكواكب في منتصف مايو 1956.
سهرت إلى مابعد منتصف الليل لأمثل دقيقتين
ولد السيد بدير بمحافظة الشرقية بمدينة
بلقاس عام 1916 في مثل هذا اليوم ، ورحلت الأسرة من الشرقية إلى القاهرة ليلحقه
والده بمدرسة رقي المعارف الإبتدائية وبعدها التحق بالمدرسة الثانوية ، وفي السنة
الثالثة ظهرت ميول السيد بدير الفنية والتحق بفرقة التمثيل بالمدرسة والتي يشرف
عليها عبد القادر المسيري الذي قدمه إلى الفنان يوسف وهبي كي يلحقه بفرقته
المسرحية ، وبعد اختبارات عدة حصل السيد بدير على دور صغير في رواية "قمبيز" ، ولم
يزد دوره في المسرحية عن دقيقتين ، وكان عليه أن يسهر إلى مابعد مننصف الليل حتى
يحين دوره ليلقي عدة كلمات خلال الدقيتين.
هربت من كلية الطب بسبب منظر الدم
ظل السيد بدير يعمل بفرقة يوسف وهبي عامين بدون أجر حتى حصل على الشهادة الثانوية عام
1933 وصمم أن يترك هواية التمثيل ويكمل دراسته الجامعية ، فالتحق بكلية الطب، ولكن
لإحساسه المرهف فقد صدم من مشاهد التشريح في الحيوانات مع اضطرابه من مشاهدة الدم
، فقرر أن يكون ذلك آخر عهده بالدراسة وترك كلية الطب ليعود إلى عالم الفن ، ليس
ممثلاً ولكن مساعد لمدير فرقة مسرح الملاهي التي أنشأها يوسف وهبي مقابل 6 جنيهات
شهرية.
مدرس تاريخ لا يعرف التاريخ
لم تكف السيد بدير الجنيهات الستة التي يتقاضاها عن عمله بفرقة يوسف وهبي، فقرر أن
يعمل بمدرسة الدواوين بالسيدة زينب مدرساً للتاريخ ، الطريف في الأمر أن السيد
بدير اعترف أنه لم يكن يفقه شيئاً في التاريخ عند تدريسه للتلاميذ .. ومع افتتاح
الإذاعة قرر أن يعمل بها كاتباً إذاعياً يقدم لهم الروايات بعد ترجمتها مقابل 150
قرشاً للرواية، وقد ترك السيد بدير عمله بفرقة يوسف وهبي ليعمل بجمعية أنصار
التمثيل مديراً ومخرجاً لمسرحها.
رجل "أبله" أول أدواره في السينما
عندما أعلنت الفنانة أمينة محمد عن طلبها لممثلين في فيلم "تيتاوونج"
تقدم السيد بدير ليمثل شخصية رجل "أبله" ثري تستغله أمينة محمد في
الفيلم، ولم يتقاضى السيد بدير أجراً عن هذ الدور، ووبعده شارك في فيلم شئ من لا
شئ وعمل 24 ساعة متواصلة وكان أجره في الفيلم 50 قرشاً .