كشف تقرير جديد صادر عن مجموعة "العمل المناخي ضد المعلومات المضللة"، وهي منظمة تُعنى برصد المحتوى المناخي على الإنترنت، عن زيادة كبيرة في حجم المعلومات المضللة المتعلقة بتغير المناخ ومؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30)، المقرر انعقاده في مدينة بيليم البرازيلية خلال نوفمبر الجاري.
وأوضح التقرير أن حجم المعلومات المضللة المرتبطة بالمؤتمر ارتفع بشكل غير مسبوق، محذرًا من تأثيرها السلبي على الوعي العام والدعم الشعبي للعمل المناخي.
وأشار إلى أنه وفقًا لاستطلاع رأي عالمي أُجري عام 2024، فإن 87% من سكان العالم يدعمون سياسات مكافحة تغير المناخ، بينما أظهرت بيانات مؤسسة يوجوف أن ما بين 62% و76% من الأوروبيين يشعرون بالقلق حيال هذه القضية. ومع ذلك، يواصل التضليل الإعلامي بث الشكوك والتشكيك في حقيقة الظاهرة.
وبيّن التقرير الفرق بين "الأخبار الكاذبة" و"التضليل الإعلامي"، موضحًا أن الأولى تتعلق بمعلومات غير دقيقة أو خارجة عن سياقها، بينما الثانية تتضمن نية متعمدة لخداع الجمهور، وفق ما أوردته قناة يورونيوز.
وفي وقت سابق من هذا العام، رصد المركز البرازيلي لبحوث مكافحة التضليل الإعلامي ومرصد نزاهة المعلومات زيادة بنسبة 267% في محتوى التضليل المتعلق بالمناخ خلال الفترة بين يوليو وسبتمبر، شملت نحو 14 ألف حالة منشورة عبر الإنترنت. ومن بين الأمثلة التي أوردها التقرير، فيديو مُولَّد بالذكاء الاصطناعي يظهر مدينة غارقة ، زُعم أنها تصور "الحقيقة حول مؤتمر كوب 30"، رغم أن المشاهد كانت خيالية بالكامل .
وأشار التقرير إلى أن شركات الوقود الأحفوري وبعض مؤسسات الزراعة واسعة النطاق – والتي تُعرف مجتمعة باسم شركات الكربون الكبرى – تعد من أبرز الجهات التي تسهم في نشر هذا التضليل، عبر محاولات لتقليل إدراك الجمهور لحجم الإجماع العلمي حول تغير المناخ، وتقويض روح التضامن الداعية للتحرك.
كما اتهم التقرير شركات التكنولوجيا بالتقاعس عن الحد من انتشار هذه الرسائل، لافتًا إلى أن المشكلات نفسها أثرت على مؤتمرات المناخ السابقة. وذكر أن شركات مثل شل وإكسون موبيل وبي بي وتوتال إنيرجيز أنفقت ما يصل إلى 5 ملايين دولار على إعلانات مضللة عبر فيسبوك قبل مؤتمر كوب 28، مثّلت نحو 98% من هذا النوع من المحتوى الدعائي .
وأكد التقرير أن الانتشار السريع ومنخفض التكلفة للمعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث يقوّض السياسات ويعرقل التقدم في العمل المناخي.
وللمرة الأولى، سيستضيف مؤتمر المناخ هذا العام المبادرة العالمية لسلامة المعلومات المتعلقة بتغير المناخ، وهي جهد مشترك بين الحكومة البرازيلية والأمم المتحدة واليونسكو لتعزيز الأبحاث والإجراءات الرامية إلى مواجهة حملات التضليل.
وفي قمة القادة التي عُقدت في 6 نوفمبر، حذر كل من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مخاطر التضليل المناخي. وقال لولا: "تختلق القوى المتطرفة معلومات كاذبة لتحقيق مكاسب انتخابية، وتوقع الأجيال القادمة في فخ نموذجٍ بالٍ يكرس التفاوت والتدهور البيئي."
وأكد ماكرون أن "التضليل المناخي يهدد اليوم ديمقراطياتنا واتفاقية باريس وأمننا الجماعي." كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الشركات التي تحقق أرباحًا من نشر هذه المعلومات، قائلًا إن "الكثير منها يجنون أرباحًا قياسية من دمار المناخ، مع إنفاق مليارات على الضغط السياسي وخداع الجمهور وإعاقة التقدم.