وصلنا إلى الفصل الخامس من كتاب “استراتيجية الاستعمار والتحرير” لجمال حمدان، والذي خصصه لمراجعة تجربة روسيا في الاستعمار. ويستهل حمدان عرضه بملاحظة أن هناك تزامنًا بين صعود القوى البحرية في أوروبا الغربية من ناحية، وصعود روسيا كقوة برية في الشرق الأوروبي والغرب الآسيوي من ناحية أخرى.
ويبدأ حمدان عرضه لهذه القوة الأوروأوراسية ببيان كيف خضعت "روسيا" (مستخدمًا أداة التعريف قبل اسمها اتفاقًا مع الصياغة التقليدية في كتابات القرن التاسع عشر) لضغوط مزدوجة من الشمال والجنوب.
فمن الشمال الغربي أتى من اسكندينافيا وعبر البلطيق الغزاة النورس – الذين يعرفون أيضًا باسم الفارانجيين Varangians أو الروس Rus (= رجال الزوارق) – الذين كانت غاراتهم تخريبية مدمرة في البداية، ثم تحولوا بعد حين إلى التجارة واستقروا في مدن السلاف وحكموها سياسيًا.
أما الجنوب الروسي المؤلف من سهول الاستبس فقد كان ممرًا أساسيًا للرعاة المحمولين على ظهور الخيول، ومنه أتت غاراتهم بلا انقطاع على وسط روسيا. وبتشبيه بلاغي يرى حمدان أن الضغوط التي فُرضت على روسيا أخذت شكل "كماشة" من محورين: رجال الزوارق ورجال الخيل.
كييف أم المدن!
تبدأ روسيا سياسيًا في القرن التاسع في إطار نطاق الغابات بعدد من الإمارات الصغيرة المستقلة والمحمية في دهاليز الغابة ومسطحات المستنقعات. وقامت كل مدينة روسية من هذه المدن النهرية في شكل نواة لتوسع سياسي بعيد المدى، حتى إذا تصارعت جميعًا وسيطرت إحداها في النهاية كانت تلك بداية التوحيد السياسي لروسيا الحديثة.
ولقد كانت كييف – (أم المدن الروسية جميعًا) – هي أولى تلك الإمارات، حيث ظهرت في القرن التاسع. وبعدها كوكبة من مدن الغابة التجارية، في مقدمتها "نوفجورود".
اندفع رعاة الاستبس على عتبات المدن الروسية من الجنوب واستمرت هجماتهم لا تنقطع، وكثيرًا ما دفعت تلك المدن الجزية لهم وخضعت لسيطرتهم، حتى سقطت كييف في القرن الثالث عشر للمغول (جنكيز خان).
وقد ساعد على سقوط كييف وقوعها على تخوم الاستبس، بينما نجت نوفجورود لتوغلها في الغابة، ولذا انتقلت إليها الأهمية، إلى أن بدأت إمارة موسكو (مَسْكفَا) تظهر في موقع أكثر مناعة وتوسطًا بين الفولجا ورافده الأوكا، أو ما يسمى أحيانًا (بلاد ما بين النهرين الروسية). فأخذت موسكو تصعد وتَهيمن على بقية المدن والأقاليم مع نهاية القرن الثالث عشر.
وقد استمر حكم المغول والتتار لجزء كبير من روسيا نحو 250 سنة، إلى أن استطاع "إيفان الأكبر" أن ينطلق من دوقية موسكو ويضع نهاية للحكم المغولي في نهاية القرن الخامس عشر (1480).
توحيد الإمارات والتوسع في الجغرافيا
يكمل بنا حمدان الرحلة فنرى كيف انتهى القرن الخامس عشر وقد أخضعت موسكو جميع الإمارات الأخرى لمواجهة الأخطار الخارجية، وبدأت هذه الإمارة عملية توسع مستمر. وقد استطاع "إيفان الأكبر" وحده أن يوسع رقعة السيطرة المسكوفية إلى ثلاثة أمثالها حتى امتدت من البلطيق إلى الأورال.
يستخدم حمدان في عدوه السريع عبر التاريخ مسميات واضحة للقارئ الأوروبي، غامضة على القارئ العربي، فمثلًا يحدثنا كيف أن روسيا نجحت في التوسع جنوبًا بفضل "فرسان القوزاق"، واستطاعت إخضاع استبس الكيبشاك Kipshak في مدى 50 عامًا.
والحقيقة أن القارئ العربي كان في حاجة هنا إلى سطرين عن القوزاق والكيبشاك. لكن حمدان يعدو سريعًا ليغطي كل مراحل التاريخ الجغرافي في أصغر مساحة ممكنة.
يكمل حمدان الرحلة فيتابع كيف دخلت موسكو في صراعات متصلة مع بولندا حول أوكرانيا. وقد كان بطرس الأكبر – أواخر القرن السابع عشر وأوائل الثامن عشر – هو الموحد الحقيقي لروسيا.
الدب يهزم الحصان
في اهتمامه بالتناقض البيئي والثنائيات الجغرافية، يرى حمدان أن ظهور روسيا كان يعني نجاح الغابة في إخضاع سهوب الاستبس، بعد أن كان رعاة الاستبس يخضعون سكان الغابة ويجعلونها حبيسة محصورة في قوقعتها. وينقل حمدان عن مرجع أوروبي درس القلب الآسيوي قوله:
"منذ اختراع البارود انقلب الميزان الإستراتيجي من أساسه رأسًا على عقب انقلابًا تاريخيًا بالغ الخطورة والدلالة. فقد ضاعت معه ميزة حركة الفرسان وسرعة انقضاضهم، وضاع إلى الأبد تفوق الرعاة الغزاة على الزراع المستقرين، وأخذت الصورة تنعكس، فإذا بجيوش الزراع ومدفعيتهم هي التي تغزو الآن فرسان الاستبس وتخضعهم لأول مرة".
واستمرارًا في هذا الانقلاب يلاحظ حمدان أن الغابة "جعلت من فرسان الاستبس القوزاق (بوليسا) يحرسون الاستبس من الجماعات الرعوية الأخرى. أو كما عبر البعض، لقد تغلب (الدب) على (الحصان) بعد أن ظل هذا يحاصره طويلًا ويغلقه في قلب الغابة".
العبد الذي أصبح سيدًا!
وينقل حمدان عن المراجع الأوروبية أيضًا الفكرة الشائعة في الغرب أن الحكم الآسيوي، ولا سيما المغولي والتتري، عاث في أرض روسيا فسادًا، وكان مرادفًا للنهب والتخريب وحرق المدن الكبرى وإيقاع العداوة بينها، مما ردّ حضارة المدن الروسية المتطورة إلى دور البربرية والهمج أحيانًا. ولكنه أساسًا فرض عليها العبودية والرق والذل باستمرار.
وبالتالي ينقل لنا حمدان – من مرجع كتبه سياسي أمريكي – الرأي القائل بأن هذا الميراث مسؤول عن أصول الاستبداد الروسي القيصري الحديث، بل ويكتمل في النظام الشمولي الشيوعي المعاصر، على أساس أن (الرفاق الجدد هم القياصرة الجدد)، وبمعنى أن (الدولة البوليسية السوفيتية إنما يرجع أثرها وأصلها إلى حكم التتار). وينقل حمدان رأي مؤرخين أوروبيين يرون أن الحكم في روسيا لم يكن يومًا طوال تاريخها إلا حكمًا استبداديًا ديكتاتوريًا، وبالتالي يذهبون إلى أن الاستبداد والطغيان تقليد طبيعي في تاريخ روسيا، وأنه لا ميراث للحرية في الداخل الروسي.
ويأخذ حمدان من المقال الأمريكي السابق استشهادًا قاله كارل ماركس جاء فيه:
"إن المستنقع الدموي للاستعباد المغولي هو مهد روسيا القديمة. وليست روسيا الحديثة إلا شكلًا جديدًا لروسيا القديمة […]. لقد نشأت روسيا ونمت في مدرسة الرق المغولي الرهيبة، ثم ازدادت قوة بأن أصبحت أمهر من عرف صناعة الاستعباد والرق. وحتى بعد أن تحررت فإنها واصلت أداء دورها التقليدي للعبد الذي أصبح سيدًا".
هل توسع روسيا استعماري؟
مضت التوسعات الروسية في موجتين رئيسيتين:
* الأولى في القرنين السادس عشر والسابع عشر واتجهت إلى عروض شمالية باردة ومناطق شبه خالية من السكان، وكانت أقرب إلى التعمير البشري منها إلى الاستعمار السياسي.
* أما الموجة الثانية فاتجهت إلى عروض جنوبية أدفأ ومناطق مأهولة بدرجة أو بأخرى، فكانت من ثم إلى الاستعمار السياسي أقرب.
ويوافق حمدان ما يقوله الجغرافيون الأوروبيون من أن التوسع القيصري يعد "استعمارًا إمبرياليًا" بكل معنى الكلمة؛ ومن تساهل منهم عدَّ هذه "الإمبريالية الروسية" أشبه شيء "باستعمار" الأنجلوسكسون لأمريكا والهنود الحمر. وعلى أية حال فإن الثورة الشيوعية تشارك في هذه النظرة، فقد أعلن لينين نفسه أن الإمبراطورية القيصرية لم تكن إلا (سجن أمم) بمقياس رهيب.
غير أن هذا التوسع نحو الشرق كان يحمل روسيا إلى أبواب اليابان التي كانت قد تطورت كثيرًا وقطعت شوطًا بعيدًا في التحضر والقوة وبدأت تتطلع إلى التوسع والنفوذ. من هنا جاء الصدام الذي تمثل في الحرب الروسية – اليابانية عام 1905، والذي كشف ضعف روسيا، أو على الأقل سوء موقعها الإستراتيجي في هذه التخوم المتطرفة بسبب بعدها السحيق عن قلب الدولة غرب الأورال.
بهذا العرض تتضح الموجة التوسعية الأولى لروسيا الحديثة. وفيها يلاحظ حمدان أن التعمير الروسي في سيبيريا طوال تلك المرحلة لم يكن جديًا حقًا، ولا كان الاستعمار القيصري مهتمًا بأملاكه الحديثة في الشرق، حيث كان منصرفًا إلى المجال الأوروبي. بل لقد ظلت سيبيريا لفترة طويلة مجرد منفى للمجرمين والمبعدين، شأنها في ذلك شأن البرازيل بالنسبة للبرتغال، وأستراليا بالنسبة لبريطانيا. إلا أن الموقف تغير منذ منتصف القرن التاسع عشر، حين انعطفت القيصرية على سيبيريا بشدة ونظرت بطموح إلى المحيط الهادئ بحثًا عن مخارج لها بعد أن فشلت في الوصول إلى مخارج في المياه الأوروبية.
سيبيريا.. عالم روسيا الجديد
وفي وصفه للتوسع الروسي شرقًا يرى حمدان أن سيبيريا كانت لروسيا مثلما كان العالم الجديد بالنسبة للأنجلوسكسون، بل كانت سيبيريا هي – بجدارة – (العالم الجديد) بالنسبة للسلاف. ويقول حمدان إن تواريخ الزحف والتقدم تكاد تتعاصر وتتناظر في أكثر من حالة حتى ليمكن مقارنتها ومقابلتها بدقة مثيرة.
وكما في العالم الجديد، جاء الزحف كاسحًا سريعًا كالسهم المرسل، لأنه تم في مناطق مخلخلة السكان إن لم تكن من الناحية العملية فراغًا بشريًا تقريبًا، كما كان المستوى الحضاري الذي ينحصر ما بين الرعي والصيد بدائيًا أو شبه بدائي على أحسن تقدير، فلم تكن ثمة مقاومة فعلية.
الزحف نحو الولايات المتحدة والصين واليابان
في تتبعه للزحف شرقًا يصل حمدان – مع المراجع الأوروبية – إلى بحيرة بايكال، وعندها تشعب التوسع الروسي إلى شعبتين:
الشعبة الأولى: إلى الشرق نحو المحيط الهادئ إلى أوختسك، وهي التي ستؤدي بروسيا بعد حين إلى مواجهة أمريكا الشمالية من بابها الخلفي، لتنتهي (بهرنج) إلى اكتشاف ألاسكا عام 1741 وإلى استعمار روسيا لها، حيث ظلت تعرف بـ (أمريكا الروسية). ثم إلى الزحف جنوبًا على طول الساحل الأمريكي حتى أصبحت روسيا على بعد 40 ميلًا فقط شمال سان فرانسيسكو عام 1812، لتجد نفسها وجهًا لوجه مع إسبانيا، بعد أن بدأ كل منهما من أقصى طرفي أوروبا وأعطى ظهره للآخر في رحلة عكسية حول العالم! وهنا نجد روسيا لأول مرة تترك اليابس لتعبر المحيط – طفرة غريبة في تاريخها وتكوينها القاري البحت.
وفضلًا عن هذا، فقد وصل بها هذا الاندفاع الصاروخي إلى نقطة تبعد عن العاصمة الوطنية بمسافة قد لا تقل عن ثلث محيط الكرة الأرضية! ولهذا لم يكن غريبًا أن تنسحب روسيا إلى أوراسيتها حين قررت – بحكمة – بيع ألاسكا للولايات المتحدة عام 1867.
ويرى حمدان قرار روسيا بيع ألاسكا قرارًا حكيمًا، بينما اتضح بمضي الزمن أن روسيا نادمة على تلك الخطوة التي أضافت نقطة قوة غير مبررة للولايات المتحدة.
الشعبة الثانية: من توسع روسيا نحو الشرق – يتابع حمدان – انحرفت مع التضاريس نحو الجنوب الشرقي إلى منطقة الهضاب لتقسيم منابع المياه بين نهر آمور ونهر لينا، لتنتهي إلى فلاديفوستك عام 1860. وهذه الشعبة أتت بروسيا إلى أبواب الصين ومنشوريا.
نحو الجنوب الإسلامي
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اندفعت روسيا إلى مجال آسيوي جديد، فاندفعت نحو القوقاز (بين البحر الأسود وبحر قزوين) والتركستان (بين بحر قزوين وغرب الصين). وهنا ينقل حمدان عن مرجع أوروبي قصة التوسع، فيراها مناظرة ومعاصرة للموجة الجنوبية للاستعمار الأوروبي. وبحكم الموقع الجغرافي كان طبيعيًا أن يأتي دور القوقاز أولًا في النصف الأول من القرن، ثم التركستان بعد ذلك في نصفه الثاني.
في كلا الحالين كان لابد أن تصطدم روسيا في نهاية توسعها بالنفوذ الفارسي. وقد سارعت قوى أوروبا البحرية (فرنسا ثم بريطانيا) إلى مساعدة فارس والوقوف إلى جانبها منعًا للتوسع الروسي، ولكن بلا جدوى، فقد فقدت فارس جورجيا وأرمينيا. وبهذا انتهى الصراع إلى الحدود التي ستظل حتى يومنا هذا. ومن حينها تداعت فارس واتضعت بصورة كاسفة، وانتهت كقوة كبرى في المنطقة، ولم يعد لها بعدها قوة بأن تواجه روسيا على الإطلاق.
وفي وصفه لتجربة روسيا يقول حمدان: جاء التوسع الروسي في الجنوب "على حساب شعوب ذات تاريخ حضاري طويل، وتكوين سياسي راقٍ، وتركيب ديني توحيدي (الإسلام شرق قزوين، والمسيحية غربه). لهذا كان لابد من القضاء على (الخانات) الإسلامية، وقمع الحضارة المحلية والشعور القومي بالإرهاب. وتاريخ قياصرة آل رومانوف في هذا دموي ومعروف بما فيه الكفاية".
وكما نرى فإن حمدان في وصفه لما قامت به روسيا يوجه نقدًا لم نقرأه في صفحاته السابقة حين كان يتابع الاستعمار الغربي، ولكن المراجع "الغربية" التي كان يأخذ عنها كانت – على ما يبدو – تؤثر على عدم التوازن في نقد تلك التجارب الاستعمارية بين روسيا والغرب.
دور روسيا في صناعة خريطة العالم
يخلص حمدان إلى أن المغزى الإستراتيجي للتوسع الروسي الخطير – الأقرب إلى انقلاب ثوري في تاريخ العالم القديم – أحدث تغييرًا مركزيًا في الجغرافيا. فلأول مرة يظهر في الفضاء الجغرافي الأوروأوراسي وحدة سياسية قادرة على تنظيم سياسي؛ ولأول مرة لا يكون الاستبس الأوراسي قوة رحل رعوية، بل قوة زراعية مستقرة دائمة.
ويرى حمدان أن الانقلاب الذي بدأت بذوره مع اختراع البارود قد استكمل مع روسيا كل مغزاه الإستراتيجي، وخضع الاستبس الأوراسي كله لسيطرة حكومة مركزية قوية في قاعدة أرضية غنية متحضرة، لتصبح روسيا أول وأضخم قوة برية في التاريخ، لا تعتمد على حركة الخيل وكوكبات الفرسان، وإنما على حركة القطار والمدفعية المدرعة.
ويمضي حمدان فيكمل رسم الصورة بقوله: "وليست روسيا القيصرية إلا نتاج سبعة قرون من التوسع المستمر الذي بدأ من نواة واحدة هي موسكو حتى وصل إلى قمته في القرن التاسع عشر أو العشرين".
ويستشهد حمدان بمرجع أجنبي نقل ما قاله كارل ماركس سنة 1853:
"لقد تقدمت الحدود الروسية خلال الستين سنة الماضية 700 ميل نحو برلين ودرسدن وفينا، 500 ميل نحو القسطنطينية، 633 ميلًا نحو ستوكهولم، 1000 ميل نحو طهران".
ويُحدِّث حمدان الصورة في القرن العشرين فيقول إن العصر الشيوعي هو امتداد لما مضى، فليس الاتحاد السوفيتي إلا وحدة سياسية تتكون من 15 جمهورية، 14 منها تم غزوها بواسطة واحدة فقط هي روسيا.
وينقل حمدان أيضًا عن المراجع ذات التحيز الغربي التقرير التالي:
"لم تكن روسيا في يوم ما طوال تاريخها إلا دولة توسعية في الخارج، مثلما لم تكن إلا دولة استبدادية في الداخل، وكما أنه لا تقاليد للحرية داخليًا، فلا تقاليد لعدم الاعتداء خارجيًا، فضلًا عن أن الظاهرتين مترابطتان كسبب ونتيجة، حيث كان الخضوع للاستبداد في الداخل هو الثمن الحتمي الذي دفعه الشعب للدولة مقابل الغزو والتوسع في الخارج أو مقاومة الخطر الخارجي".
لكن حمدان ينقل خلاصة جغرافية سليمة للغاية حين يقول:
يمكن تفسير كل السياسة الخارجية برغبة الدب الروسي في المياه الدافئة، أو – بتعبير آخر – بـ "جيوبولتيكا درجة الحرارة". ويعبر هذا عن نفسه أبلغ تعبير في سعي روسيا إلى الخليج الفارسي (هكذا عند حمدان)، ذلك الذي قال فيه بطرس الأكبر مقولته التنبؤية الشهيرة: "من يسيطر على الخليج، يسيطر على العالم".