في مشهد يجمع بين العلم والفن، وبين شغف الاكتشاف ومتعة التذوّق، تتواصل فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، حيث تحوّلت قاعات المعرض إلى فضاءات نابضة بالتجربة والإبداع، تجمع بين الأطفال الصغار الذين يصنعون سيارات تعمل بالطاقة الشمسية، وأشهر الطهاة العالميين الذين يمزجون بين الثقافة والمذاق في "ركن الطهي"، تحت شعار المعرض "بينك وبين الكتاب".
ففي أجواء يغمرها الفضول وحبّ التعلم، خاض الأطفال تجربة علمية مميزة خلال ورشة "السيارة الشمسية"، التي أتاحت لهم التعرّف على مبادئ الطاقة الخضراء ومفاهيم الهندسة بطريقة عملية وممتعة، من خلال بناء مجسّمات لسيارات تعمل بالطاقة الشمسية باستخدام قطع "ليجو".
قاد المشرف عكرمة الجلجاوي الأطفال في رحلة تعليمية تفاعلية شرح خلالها كيفية تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية ثم إلى حركة ميكانيكية، مشيراً إلى أن الهدف من الورشة هو تعزيز الوعي بمصادر الطاقة المستدامة وغرس حبّ الابتكار في نفوس الصغار.
وشهدت الورشة مشاركة واسعة من طلبة المدارس الذين تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عاماً، حيث انشغلوا بتجريب نماذج سياراتهم وسط أجواء من التفاعل والحماس والتعاون.
وفي زاوية أخرى من المعرض .. استمتع جمهور "ركن الطهي" بجلسة مباشرة مع الشيف العالمي فيليب خوري، أحد أبرز طهاة المعجنات في العالم ورئيس قسم الحلويات السابق في متجر "هارودز" الشهير بلندن، الذي قدّم وصفات مبتكرة لمخبوزات وفطائر نباتية بالكامل، مستعرضاً أبرز ما جاء في كتابيه "طريقة جديدة للخبز" و"ما وراء الخبز".
وأكد خوري أن فلسفته في الطهي تقوم على مبدأ أن "المخبوزات ليست علماً جامداً، بل فناً يتطور كما الأدب، كلما أضفنا إليه خيالاً ووعياً جديداً بالنكهة والمصدر"، مقدّماً نصائح عملية حول بدائل البيض والألبان بمنتجات طبيعية مثل زبدة اللوز وحليب جوز الهند.
هكذا يواصل "معرض الشارقة الدولي للكتاب" تقديم نموذج فريد للتكامل بين العلوم والفنون، حيث يتجاور الطفل الصغير الذي يصنع سيارته الشمسية مع الطاهي العالمي الذي يصنع إبداعه في الفرن، في مشهد يعكس رؤية الشارقة لبناء أجيال تجمع بين العقل والإحساس، وبين المعرفة والإبداع.