السبت 8 نوفمبر 2025

عرب وعالم

الأمم المتحدة تدعو إلى دعم إعلام يخدم المصلحة العامة ويكون قويًا ومستدامًا اقتصاديًا

  • 8-11-2025 | 13:44

الأمم المتحدة

طباعة
  • دار الهلال

أعربت وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي ميليسا فليمينج، عن سعادتها بدعوتها لإلقاء كلمة أمام منتدى مصر للإعلام، الذي يلعب دورًا مؤثرًا كمنصة للحوار والابتكار والنزاهة في المشهد الإعلامي.

وقالت ميليسا فليمينج- في كلمة لها أمام منتدى مصر للإعلام اليوم /السبت/- "لقد ألهمتني قصة تأسيس هذا المنتدى على يد نهى النحاس وفريقها الشاب المتحمس، ونجتمع هنا اليوم بفضل التزامهم بالتواصل الأخلاقي والتعاون الدولي" مضيفة أنه من الرائع أن أكون وسط أولئك الذين يُسهمون في ازدهار صناعة الإعلام وهم التنفيذيين، والصحفيين، وواضعي السياسات، والمؤثرين من المنطقة والعالم، مؤكدة على الالتزام بأعلى معايير المهنية والإبداع والتأثير حيث يخدم الإعلام، الحقيقة والمساءلة والإنسانية.

وأضافت أن عالمنا المأزوم يحتاج إلى المعلومات الدقيقة أكثر من أي وقت مضى لكن قليلين فقط هم من يتلقونها وأن نسبة 40 في المائة من الناس عالميًا يتجنبون الأخبار تمامًا وأعداد هائلة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر وحيد للمعلومات، وتعتمد على خوارزميات تروّج للإثارة على حساب الحقائق، وتغوص في تدفقات محتوى مملوءة بمواد أنشأها الذكاء الاصطناعي بعضها عديم الفائدة وبعضها مسلٍ، وبعضها مصمَّم عمدًا لإثارة الغضب وجذب الانتباه..مشددة على أن كل ذلك يجعل المتلقي يشك فيما هو حقيقي، ويجعل الحقائق تتنافس مع الأكاذيب على جذب الأنظار.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تحذّر منذ سنوات من الضرر الذي يسببه هذا المناخ المعلوماتي السام إذ يرسّخ خطاب الكراهية والعنف والتمييز، ويقوّض السلام والعمل المناخي والصحة العامة،ويُدمّر الثقة في الإعلام، وفي المؤسسات، بل وفي الحقائق نفسها، ثم جاء الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد ثلاث سنوات فقط على إطلاق ChatGPT، نجد أنفسنا في عالم جديد تمامًا.

ولفتت إلى أن هذه الأدوات التي تتطور بسرعة مذهلة تتغلغل الآن في كل جوانب حياتنا، وتحوّل طريقة حصولنا على المعلومات، وطريقة تفكيرنا، والقرارات التي نتخذها..محذرة من أنه قد تم تدريب هذه الأدوات على حساب دماء وتعب وعرق الصحفيين فهي تستخرج وتلخّص تقاريرهم دون إشارة أو تعويض، ومع ذلك، لا يمكن الوثوق بها لتقديم الحقائق.

وتابعت أن الدراسات تظهر أن ملخصات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تُحرّف ما أثبته الصحفيون بدقة عبر سنوات من التدريب والخبرة، وهؤلاء الصحفيون الذين يقضون ساعات في البحث والمقابلات والتحقق، ويخاطرون بحياتهم في أكثر الفترات دموية في تاريخ المهنة، ومع ذلك، يجب أن نعترف بالواقع أن الجماهير تتبنّى هذه الأدوات المعيبة،حتى مع أن أكثر من نصف المستخدمين يقولون إنهم لا يثقون بها.

وأشارت إلى أن تطبيق ChatGPT وحده يزعم أن لديه 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا أي نحو 10% من البالغين حول العالم، وملخصات الذكاء الاصطناعي تتصدر الآن نتائج جميع محركات البحث الكبرى، وأعداد متزايدة من الشباب يعتمدون على المساعدات الذكية كمصدر للأخبار.

وحذرت من أن كل هذه الاتجاهات تُضعف حركة المرور إلى المواقع الإخبارية، وتُفاقم أزمة التمويل في المؤسسات الإعلامية المنهكة، ومن الواضح أننا لا نستطيع الاستمرار على هذا النحو فمستقبلنا المشترك على المحك ونحن بحاجة إلى الحقائق لبناء الثقة، وبحاجة إلى الثقة لبناء واقع مشترك، وبحاجة إلى واقع مشترك لمواجهة التحديات الوجودية التي تواجه الإنسانية ونعتمد على الصحفيين المحترفين لتقديم هذه الحقائق.

وقالت ان الأمم المتحدة، انتقلت من التركيز فقط على الأضرار كالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية إلى وضع خطة لمشهد معلوماتي صحي، تتجسد في المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات ويقع في قلب هذه الرؤية إعلام يخدم المصلحة العامة ويكون قويًا ومستدامًا اقتصاديًا،وصحفيون مهنيون يعملون بنزاهة، ويوصلون الحقائق إلى العالم هذا العمل الإعلامي الجاد هو الترياق للسمّ الذي يغمر بيئتنا المعلوماتية ومن الضروري أن نضمن ليس فقط بقاء هذا الإعلام، بل استدامته في المستقبل.

وحثت ميليسا فليمينج على مواصلة الدفاع عن قيمة الصحافة المهنية في هذا العصر، وابتكار طرق لتعزيز استدامتها الاقتصادية في زمن الذكاء الاصطناعي، والوحدة في خدمة الحقيقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة