في قاعة المحكمة، سقطت كلمة "الإعدام" كقطعة ثقيلة من الصمت، لتختم واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة المنيا.
لم تكتفِ المتهمة "هاجر. أ. ع" بإنهاء حياة زوجها، بل امتدت يدها لتطفئ براءة ستة أطفال في مشهد مأساوي جمع بين الغدر والحقد، فجعل الرعب يخيّم على كل من عرف تفاصيل الجريمة.
الخبز.. رغيف الموت
حولت "هاجر" رغيف الخبز، رمز العيش والحياة، إلى أداة للموت. ففي لحظة حقد أعمت البصيرة، عجنت عجين الخبز ليس بالماء، بل بمادة "الكلوروفينابير" السامة.
كانت الخطة تستهدف بالدرجة الأولى أم الأطفال، بعد أن أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته، ما أثار غيرة "هاجر" وحقدها.
لكن القدر كتب النجاة للأم لأنها لم تتناول ذلك الخبز، فيما كتب الموت للأطفال الستة.
في مفارقة مؤلمة، تُركت الأم لتعيش بقية عمرها حاملة جرحًا لا يندمل وألمًا لا يزول، بعد أن فقدت فلذات أكبادها، أكبرهم لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
تجربة على طفل.. ثم الإمعان في الجريمة
الأكثر رعبًا في تفاصيل "قضية أطفال دلجا"، أن "هاجر" جربت المادة السامة أولًا على أحد الأطفال. وما أن رأته يسقط في حالة إعياء شديد، حتى مضت قدمًا في تنفيذ خطتها، لتقدم الخبز المسموم للباقين ولزوجها، ليسقطوا واحدًا تلو الآخر في مشاهد مأساوية، أنهت حياتهم بطريقة وحشية.
العدالة تنتصر للبراءة
ظنت "هاجر" أنها ستفلت من العقاب، لكن تحريات رجال الشرطة كشفت الخيوط الغامضة للجريمة، لتُفضح الفاعلة ويُساق الملف إلى المحكمة.
وبعد محاكمة عادلة، جاء حكم المحكمة ليعلو فوق صرخات الحقد والانتقام، فقررت محكمة جنايات المنيا إعدام "هاجر" شنقًا حتى الموت.

لم يكن الحكم مجرد نهاية لمتهمة، بل رسالة واضحة: حرمة الدماء البريئة خط أحمر، وأن الحياة هبة لا يجوز انتزاعها، وأن العدالة، مهما تأخرت، تأتي.