السبت 8 نوفمبر 2025

تحقيقات

بعد تحذير "بزشكيان" بإخلاء طهران.. الجفاف يخنق العاصمة الإيرانية

  • 8-11-2025 | 15:14

أزمة نقص المياه

طباعة
  • محممود غانم

تشهد طهران أزمة مياه متفاقمة تهدد حياة سكان العاصمة ومستقبلها، وسط جفاف ممتد ونقص حاد في الموارد المائية، فتحذيرات المسؤولين الإيرانيين وصلت إلى حد الحديث عن إمكانية إخلاء المدينة إذا لم تتساقط الأمطار في الفترة القادمة، في مؤشر خطير على حجم الكارثة التي تواجهها إيران.

ارتفاع عدد السكان، تدهور البنية التحتية، والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، كلها عوامل ساهمت في دفع خزانات طهران إلى مستويات حرجة، ما جعل العاصمة تحت مجهر القلق الوطني.

وأكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس، أنه في حال عدم هطول الأمطار بحلول شهر ديسمبر، ستُضطر السلطات إلى تقنين المياه في طهران.

وقال إنه "حتى في حال تطبيق نظام الحصص، وإذا لم تهطل الأمطار بعد ذلك، فلن يتبقى لدينا ماء إطلاقًا، وسنُجبر على إخلاء طهران".

وحسب تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي لشركة الصرف الصحي في طهران، فقد انخفضت نسبة هطول الأمطار 40 بالمائة، وانخفضت نسبة تدفق المياه إلى السدود 42 بالمائة، مما أدى إلى نفاد معظم سدود العاصمة الخمسة تقريبًا.

أزمة المياه في طهران

والأربعاء الماضي، قال مهدي مقصودي، مدير شؤون المياه في كرج، إن سد كرج، الذي تبلغ سعته 180 مليون متر مكعب، لم يتبقَّ منه سوى 7% من مخزونه.

وأضاف مقصودي، حسب ما نقلته وسائل إعلامية عن وكالة الأنباء الإيرانية، أن السد يستقبل حاليًا تدفقًا يبلغ مترين مكعبين في الثانية، بينما يتم استخراج 6 أمتار مكعبة في الثانية لتزويد كرج وطهران، معربًا عن أمله في هطول أمطار غزيرة خلال الأيام المقبلة لزيادة تدفق السد.

وقبل ذلك، حذر بهزاد بارسا، مدير شركة المياه الإقليمية، من أنه ليس هناك ما يكفي من المياه لمدة أسبوعين فقط في الخزان الرئيسي الذي يزوّد طهران.

إجراءات صارمة

وكانت طهران قد لجأت في الفترة الأخيرة، وفق تصريحات سابقة لأحد المسؤولين، إلى قطع إمدادات المياه لمدة 12 ساعة عن المنازل التي تُعتبر مستهلكة بكثافة وتتجاهل ثلاثة تحذيرات رسمية.

وفوق ذلك، اعتمدت نهجًا "متعدد الطبقات" يشمل خفض ضغط المياه في بعض المناطق، وحملات توعية عامة، وترويج أجهزة منخفضة التدفق للحد من استهلاك المنازل.

هذا بالإضافة إلى هيكلة التعريفات لدعم المستخدمين ذوي الاستهلاك المنخفض بشكل كبير، بينما يدفع "المستهلكون السيئون" - وهم أعلى فئة - أسعارًا أعلى بكثير.

من المسؤول؟

يعزو المسؤولون الإيرانيون أزمة نقص المياه في طهران إلى خمس سنوات من الجفاف، والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، والنمو السكاني السريع في المناطق الحضرية، وارتفاع استهلاك الفرد، إضافة إلى الضعف الهيكلي في إدارة الموارد المائية، ما دفع خزانات المدينة نحو مستويات حرجة.

وبحسب هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية، فإن البلاد تواجه جفافًا شبه مستمر لأكثر من عقدين، مع انخفاض حاد في هطول الأمطار هذا العام ووصول مستويات الثلوج إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة