كرّمت جامعة المنصورة (77) عالمًا وعضو هيئة تدريس وهيئة معاونة من الحاصلين على جوائز الدولة بمختلف فئاتها (النيل، والتقديرية، والتشجيعية، وجوائز المرأة)، وجوائز الهيئات والأفراد، وجوائز الجامعة التقديرية والتشجيعية للتفوق العلمي، فضلًا عن الحاصلين على درجة دكتوراة العلوم، وأفضل الرسائل لدرجتي الماجستير والدكتوراة، والفائزين بالجوائز البحثية الخارجية، وكذلك أفضل الأقسام العلمية.
جاء ذلك خلال احتفال الجامعة اليوم السبت بقاعة المؤتمرات الكبري بمبنى إدارة الجامعة بالعيد السادس عشر للعلم بحضور، مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم فضيلة الدكتور نظير محمد عيّاد، ومحافظ الدقهلية طارق مرزوق ورئيس جامعة المنصورة شريف خاطر.
وأكَّد مفتي الجمهورية فضيلة الدكتور نظير عيّاد أن هذا اللقاء يُعد واحدًا من اللقاءات المهمة التي جاءت في وقتها؛ لأنه يكشف عن جلال العلم وقدر العلماء، ويؤكد أهمية العناية بالعلم وأهله.
وأضاف فضيلته أن العلم في التصور الإسلامي جوهر من جواهر الإيمان لا ينفصل عنه، بل يكمله؛ فالإسلام لا ينظر إلى العلم على أنه زينة دنيوية فحسب، بل يراه عبادة يتقرّب بها العبد إلى ربه.
وأوضح أن الوحي الشريف ربط بين نور العلم ونور الهداية، فكانت أولى آيات القرآن الكريم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، وهو أمر بالقراءة والتعلّم حتى يستقر في الوجدان أن العلم مفتاح النهضة، وأن الدين يقوم على الفهم الرشيد والوعي العميق والتفكير المستنير.
وأضاف أن العالم اليوم يشهد تطورًا سريعًا في مجالات العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ما يفرض واقعًا جديدًا يتطلب انفتاحًا راشدًا من منظور إسلامي، مشيرًا إلى أن الأمة التي تطمح إلى أن يكون لها مكان في مستقبل الإنسانية لا بد أن تجمع بين أصالة الدين وقوة العلم، وبين نور الوحي ومنهج العقل.
وأكد الدكتور نظير عيّاد أن الاحتفال بيوم العلم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو يوم من أيام الله التي ينبغي التذكير بها؛ فالعلم في جوهره عبادة، والعمل به رسالة، والتوجّه لخدمة الإنسان مقصد شرعي وواجب وطني.
من جانبه، أكَّد المحافظ طارق مرزوق أن جامعة المنصورة قلعة شامخة من قلاع العلم في وطننا الغالي، لطالما كانت عنوانًا للريادة ورمزًا لما تمتلكه مصر من عقول قادرة على التغيير وصنع الفارق، مشيرًا إلى أن الوقوف على أرض تلك الجامعة العريقة يملأ القلب فخرًا، ويبعث في النفس طاقة أمل متجددة؛ لأنها معقل من معاقل الإبداع المصري الذي تجاوز حدود المحلية إلى آفاق العالمية.
وأضاف المحافظ: "نحتفل اليوم بالعيد السادس عشر للعلم، نحتفل بالجهد والإنجاز، نحتفل بمن جعلوا من عقولهم مشاعل تضيء طريق الوطن نحو المستقبل، ونكرّم نخبة من أبناء جامعة المنصورة الذين أثبتوا أن العلم في مصر لا يشيخ، وأن العقول المصرية لا تعرف المستحيل، وهذا التكريم ثمرة جهد متواصل وإيمان راسخ بأن العلم رسالة ومسؤولية وأمانة تؤدَّى بإخلاص وإتقان".
وأشار مرزوق إلى أن السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أدرك أن العلم هو القاطرة التي تقود التنمية، والمحرك الأساسي لكل نهضة حقيقية، فدعم البحث العلمي، ورعى الموهوبين والمتميزين، وجعل ذلك خيارًا وطنيًّا ثابتًا ومنهج دولة تُدرك أن بناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان.
وأكَّد أن المكرَّمين اليوم ليسوا مجرد أسماء تُذكر في محافل العلم، بل قدوات ملهمة لكل طالب وطالبة، ولكل شاب يحلم بأن يكون لعلمه أثر في مجتمعه ووطنه، مشيرًا إلى أن جامعة المنصورة ما تزال نموذجًا للريادة بعقولها المضيئة وباحثيها المبدعين، وهي صفحة مشرقة في كتاب الجامعات المصرية.
كما شدد على أن مفتي الجمهورية، بجهوده الدعوية والعلمية، يرسخ قيم الوسطية والاعتدال، ويؤكد أن الدين والعلم جناحان متكاملان في بناء الإنسان، وأن النور الحقيقي هو نور الإيمان والعلم معًا في خدمة الوطن والإنسانية، موجّهًا الشكر لفضيلته على حضوره المشرف وفكره الوسطي المعتدل.
وخاطب المحافظ العلماء والباحثين قائلًا: "أنتم شركاء المحافظة في مسيرة التنمية، وسنعمل معًا على مدّ جسور التعاون بين الجامعة والأجهزة التنفيذية عبر مبادرات ومشروعات تُحوّل نتائج البحث العلمي إلى حلول واقعية تُسهم في تحسين جودة الحياة، وخدمة المواطن، وبناء الإنسان المصري على أسس من المعرفة والابتكار".
من ناحيته أكد الدكتور شريف خاطر أن عيد العلم أصبح يومًا مضيئًا في تاريخ الجامعة، ورمزًا متجدّدًا للاحتفاء بالعلم والعطاء والإبداع؛ فنحن نكرّم فيه أبناء الجامعة الذين حملوا رايتها في ميادين البحث والابتكار، فكانوا خير سفراء لها في كل محفل علمي محلي ودولي وأكَّد رئيس الجامعة أن العلم هو الاستثمار الحقيقي وسلاح الأمم في بناء مستقبلها، وأن الجامعات المصرية يقع على عاتقها اليوم مسؤولية مضاعفة لمواكبة التطور العالمي السريع في مجالات المعرفة والتكنولوجيا.
وأوضح أن جامعة المنصورة كانت وستظل نموذجًا رائدًا للجامعة المصرية القادرة على المنافسة عالميًّا، والمتمسكة برسالتها في خدمة الوطن والإنسان، مشيرًا إلى ما حققته من تقدم ملحوظ في التصنيفات الدولية، وتصدّرها الجامعات المصرية في عدد من المجالات الطبية والعلمية، وارتفاع معدلات النشر الدولي في مجلات مرموقة، وازدياد مشروعات التعاون الدولي والتمويل البحثي، بفضل جهود علمائها وباحثيها الذين يمثلون الثروة الحقيقية للجامعة.
كما أكد أن عيد العلم ليس نهاية طريق، بل بداية جديدة لمشوار أطول من التميز والعطاء.
وبدوره، استعرض نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث الدكتور طارق غلوش ما تحقق من إنجازات علمية وبحثية خلال العام الأكاديمي المنقضي، موضحًا أن العام الماضي شهد تنفيذ مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المهمة في إطار تدويل جامعة المنصورة، والتي قامت على أربعة محاور رئيسية هي: تدويل الدراسات العليا، وتعزيز البحث العلمي، وإطلاق منصة الدراسات العليا الرقمية، وتوسيع الشراكات الدولية.
وأشار إلى أن الجامعة خطت خطوات غير مسبوقة نحو تدويل برامج الدراسات العليا، كما أطلقت منصتها الرقمية للدراسات العليا في سبتمبر 2024، فضلًا عن تنفيذ أربعة مشروعات دولية كبرى، وتوقيع وتفعيل (35) اتفاقية تعاون جديدة مع جامعات ومؤسسات بحثية عالمية، وسفر (86) عضو هيئة تدريس في بعثات بحثية وتدريبية ضمن برامج التبادل العلمي الدولي.
وشدد على أن الجامعة تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى بناء علامة فكرية مميزة لجامعة المنصورة بوصفها واحدة من أكثر الجامعات تأثيرًا ومتابعة على المستويين الوطني والإقليمي، مشيرًا إلى أن مركز الذكاء الاصطناعي بالجامعة أتاح فرصًا واسعة لتعزيز دقة الأداء وتسريع العمليات البحثية بما يسهم في تطوير الخدمات الطبية التي تُقدَّم لأكثر من مليوني مريض سنويًّا.
كما أكد على أهمية الاستثمار في البحث العلمي والمعامل والأصول الفكرية، وتأسيس إدارة متخصصة للمشروعات البحثية لتطوير آليات كتابة وتمويل الأبحاث، موجّهًا الشكر والتقدير إلى رئيس الجامعة ونوابه والعمداء والوكلاء على دعمهم المستمر.