تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسليط الضوء على الحلول النووية لمواجهة تحديات الطاقة والبيئة العالمية، خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ (كوب 30) الذي ينطلق غدا /الاثنين/ في مدينة بلِيم البرازيلية ويستمر حتى 22 نوفمبر الجاري.
وللعام الرابع على التوالي، تستضيف الوكالة جناح «الذرات من أجل المناخ» خلال فاعليات مؤتمر المناخ، وهو يعد مركزا للتواصل والعرض والتبادل المعرفي حول دور العلوم والتقنيات النووية في دعم التنمية المستدامة.
ويضم الجناح معارض توضح كيف تسهم التكنولوجيا النووية في تعزيز الطاقة النظيفة والأمن الغذائي واستدامة الموارد المائية وحماية المحيطات ، كما سيتواجد خبراء من الوكالة للإجابة عن أسئلة الزوار وتقديم عروض ومداخلات خلال الفعاليات والنقاشات رفيعة المستوى.
وسيفتتح جناح «الذرات من أجل المناخ» غدا بكلمة افتراضية من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي، إلى جانب كلمات رئيسية يلقيها وزراء وممثلون كبار عن الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الصناعي والمجتمع المدني.
وتركز مشاركة الوكالة في المؤتمر على دور الطاقة النووية في التحول نحو الطاقة النظيفة، وكيف تسهم العلوم النووية في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية.. كما ستبرز فعاليات الجناح كيف يمكن للسياسات والتقنيات والشراكات المبتكرة أن تدفع هذا التحول قدماً، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وستقود الوكالة الدولية للطاقة الذرية فعالية جانبية ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ حول استراتيجيات التمويل لمصادر الطاقة منخفضة الكربون، استناداً إلى نتائج المراجعة العالمية الأولى للمناخ التي عقدت خلال مؤتمر COP28.
وستبحث هذه الفعالية سبل تسريع نشر الطاقة النووية بالتوازي مع مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب تقنيات خفض الانبعاثات وإزالتها، خاصة في القطاعات الصناعية الصعبة التحول وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون.
كما ستركّز الوكالة على تسريع نشر المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs)، التي تعد خياراً مرناً ومجدياً من حيث التكلفة لتغذية شبكات الطاقة الصغيرة، ما يجعلها مناسبة للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ومراكز البيانات، والسفن التجارية. وستستضيف الوكالة فعالية مخصصة لاستعراض نماذج التمويل والسياسات والتنظيم الخاصة بهذه المفاعلات.
وفي مجال الاندماج النووي، ستعقد الوكالة فعالية بالشراكة مع مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي"إيتر" لتقديم أحدث التطورات في أبحاث وتقنيات الاندماج، بوصفه أحد الحلول المستقبلية للطاقة النظيفة.
يذكر أن مشروع "إيتر" يموله ويديره سبعة كيانات للأعضاء وهم : الاتحاد الأوروبي، الهند، اليابان، الصين، روسيا، كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ، ويهدف الى تحقيق الانتقال الذي طال انتظاره من الدراسات التجريبية لفيزياء البلازما إلى محطات طاقة الاندماج النووي بغرض إنتاج الكهرباء على نطاق واسع.
كما ستتضمن مشاركة الوكالة فعاليات أخرى تركز على نماذج التمويل المبتكرة لمشروعات الطاقة النووية ، بما في ذلك دعم تخطيط الطاقة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وذلك ضمن مبادرة «الذرات من أجل الحياد الصفري» (Atoms4NetZero) التي أطلقتها الوكالة.
وستبرز الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال المؤتمر مجموعة من التقنيات النووية المتقدمة التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد المائية وصحة المحيطات ، كما ستعرض مشروعات ومبادرات تدعم الدول في استخدام هذه التقنيات لمتابعة آثار التغير المناخي والتخفيف منها والتكيف معها.
وسيتناول أحد فعاليات الوكالة تقنية الحشرات العقيمة، وهي وسيلة نووية صديقة للبيئة لمكافحة الآفات الزراعية، مع عرض قصص نجاح من أمريكا اللاتينية حيث استخدمت عدة دول هذه التقنية للسيطرة على ذباب الفاكهة، مما مكنها من تأمين أسواق تصدير للفاكهة والخضروات وتعزيز الزراعة المستدامة.
كما ستخصص فعالية أخرى لعرض التقنيات النووية المستخدمة في رصد وتقييم تراجع الأنهار الجليدية، إذ يعد تتبع آثار ذوبانها أمراً حاسماً لضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.
وستسلط الوكالة الضوء على كيفية استخدام العلوم والنظائر النووية للكشف عن إمكانات الكربون الأزرق، وهو حل طبيعي لتخزين الكربون، مع إبراز أهمية الحفاظ على النظم البيئية الساحلية والتنوع البيولوجي فيها، وتنتج العلوم النووية بيانات دقيقة تساعد الدول على صياغة سياسات وطنية فعالة وتدعم الجهود المبذولة لحماية الحياة البحرية والاقتصادات الساحلية.