الإثنين 10 نوفمبر 2025

عرب وعالم

رئيس مؤتمر "كوب 30": الشمال الغني يتراجع في سباق المناخ والصين تتصدر الثورة الخضراء

  • 10-11-2025 | 09:26

أندريه كوريا دو لاجو

طباعة
  • دار الهلال

انتقد رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 30" أندريه كوريا دو لاجو، ما وصفه بتراجع الحماس لدى الدول الغنية في مواجهة أزمة المناخ؛ بالتزامن مع مضي الصين بقوة نحو ريادة إنتاج واستخدام معدات الطاقة النظيفة.


وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن أنظار العالم تتجه، اليوم /الاثنين/، إلى مدينة بيليم البرازيلية، حيث تنعقد الدورة الثلاثون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 30"، وسط توقعات بأن تشكل القمة اختبارا حقيقيا لقدرة النظام الدولي على مواجهة تفاقم أزمة المناخ وتسريع تنفيذ التعهدات.


وقال الدبلوماسي البرازيلي ورئيس "كوب30"، إن على الدول أن تتعامل مع التقدم الصيني بروح التعاون لا المنافسة، مضيفاً: «انحسار الحماسة في الشمال العالمي يعكس أن الجنوب العالمي بدأ يتحرك فعلاً، وهذا التغير مستمر منذ سنوات، لكنه اليوم أكثر وضوحاً على الساحة الدولية».


وأوضح دو لاجو أن الصين، رغم كونها أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، أصبحت أيضاً أكبر منتج ومستهلك للطاقة منخفضة الكربون، مشيداً بدورها في خفض تكاليف تكنولوجيا الطاقة المتجددة. وتابع قائلا "الصين تقدم حلولاً للعالم بأسره، وليس لنفسها فقط، الألواح الشمسية أصبحت اليوم أرخص وأكثر تنافسية من الوقود الأحفوري، وهذا تطور إيجابي لمستقبل المناخ".


ويشارك وزراء ومسؤولون من 194 دولة في مؤتمر "كوب 30" الذي يهدف إلى وضع خارطة طريق للالتزام بحد ارتفاع الحرارة البالغ 1.5 درجة مئوية وفق اتفاق باريس، إلى جانب مناقشة آليات التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وضمان تمويل الدول الفقيرة لمواجهة تداعيات التغير المناخي.


وتحتل الخطط الوطنية لخفض الانبعاثات موقع الصدارة في جدول أعمال المؤتمر، في ظل تقديرات تشير إلى أن السياسات الحالية قد تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بنحو 2.5 درجة مئوية.


وتطالب الدول الأكثر هشاشة بخطة جديدة أكثر طموحاً لتحقيق أهداف اتفاق باريس.


وقالت إيلانا سيد سفيرة بالاو لدى الأمم المتحدة والمتحدثة باسم تحالف الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS): "التقدم المحرز حتى الآن غير كافٍ، ويجب وضع مسار عالمي واضح لخفض الانبعاثات بصورة أعمق. من دون ذلك، لن نعرف إلى أين نتجه".


ويركز الجانب البرازيلي على مفهوم "التنفيذ"، أي ترجمة الالتزامات السابقة إلى أفعال، من خلال خفض الانبعاثات، وزيادة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030، ومضاعفة كفاءة الطاقة. إلا أن تحالف الدول الجزرية يرى أن هذه الخطوات غير كافية، محذراً من أن هدف حصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية سيتلاشى إذا لم تُتخذ إجراءات أسرع.


وأضافت سيد: "يجب أن يظل هدف 1.5 درجة مئوية هو بوصلتنا المشتركة؛ علينا الاعتراف بأننا لا نسير على الطريق الصحيح، وأن نحدد معاً كيفية تصحيح المسار".


كما تطالب الدول النامية بضمانات حقيقية لتسلم التمويلات التي وُعدت بها لحمايتها من آثار الكوارث المناخية، في حين يتوقع أن تشهد الجلسات الأولى للمؤتمر نقاشات حادة حول أولويات جدول الأعمال رغم جهود البرازيل لتجنب الخلافات خلال الأشهر الماضية.


وفي تطور لافت، كشفت بيانات حديثة أن أحد أبرز التعهدات المناخية التي أُطلقت في مؤتمر "كوب 26" بجلاسكو عام 2021، والمتمثل في "التعهد العالمي لخفض الميثان" بنسبة 30% بحلول 2030، يتعرض للتقويض.


وأظهرت بيانات شركة "كايروس" لتحليل الأقمار الصناعية، أن انبعاثات ست من الدول الموقعة الكبرى– هي الولايات المتحدة وأستراليا والكويت وتركمانستان وأوزبكستان والعراق – ارتفعت بنسبة 8.5% عن مستويات عام 2020، وهو ما يهدد بزيادة وتيرة الاحترار العالمي ويقوض الجهود الدولية لاحتواء الأزمة المناخية.


ومع ذلك، تحذر منظمات الشباب المناخي من أن استمرار التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري من شأنه أن يقوض أي تقدم في مسار خفض الانبعاثات، معتبرة أن "العدالة المناخية" تتطلب تسريعا لخطط التخلص التدريجي من النفط والغاز والفحم.


ومن المنتظر أن يُعتبر المؤتمر ناجحا إذا خرج بنتائج عملية تشمل تعهدات مالية واضحة، والتزامات محددة لخفض الانبعاثات على مستوى جميع القطاعات، وآليات فعالة لتعويض الخسائر والأضرار، واعتماد منهج عالمي موحد لقياس التقدم في التكيف.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة