بعد أكثر من 40 يومًا من الإغلاق الحكومي الأمريكي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقًا يهدف إلى إنهاء الإغلاق الحكومي، ممهدًا الطريق لكسر الجمود غير المسبوق، وذلك بعد أيام من المفاوضات في واشنطن، حيث انضمّت أقلية من الديمقراطيين إلى الجمهوريين وصوّتت لصالح الاتفاق، في خطوةً إجرائيةً أولى نحو إقرار تسوية لتمويل الحكومة التوقف في الأول من أكتوبر الماضي.
إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي
وفي أول خطوة جدية من 40 يومًا من الإغلاق الحكومي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقا يتضمن ثلاثة مشاريع قوانين للتخصيصات لتمويل وكالات مثل شؤون المحاربين القدامى والزراعة، بالإضافة إلى قرار مستمر لتمويل بقية الحكومة حتى 30 يناير المقبل.
ويتضمن الاتفاق اتفاقًا على إجراء تصويت في ديسمبر على تمديد إعانات الرعاية الصحية التي من المقرر أن تنتهي هذا العام، وهي قضية رئيسية كان الديمقراطيون يطالبون بتنازلات بشأنها.
ويتضمن أيضًا ضمانات بدفع أجور جميع الموظفين الفيدراليين عن فترة الإغلاق، وتمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية وهو شبكة أمان غذائي أساسية لواحد من كل ثمانية أمريكيين حتى سبتمبر المقبل.
صوّت ثمانية ديمقراطيين، إلى جانب جميع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين باستثناء واحد، للمضي قدمًا في الاتفاق، وجاء التصويت النهائي بأغلبية 60 صوتًا مقابل 40 صوتًا لصالح المضي قدمًا في الاتفاق.
من شأن الاتفاق إعادة فتح الحكومة الفيدرالية والحفاظ على تمويلها حتى نهاية يناير المقبل، كما سيُلغي عمليات التسريح التي بدأها البيت الأبيض خلال فترة الإغلاق، ويضمن حصول العمال المُسرّحين مؤقتًا على رواتبهم المتأخرة، ويتضمن تنازلًا من الديمقراطيين بشأن الإعفاءات الضريبية للرعاية الصحية التي كانت نقطة خلاف رئيسية في أزمة التمويل.
وبعد الموافقة على الاتفاق في مجلس الشيوخ، بعد التصويت الإجرائي يوم الأحد، سيحتاج الاتفاق الآن إلى مناقشته وإقراره من قبل مجلس الشيوخ، وتوقيعه من قبل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون قبل إنهاء الإغلاق.
ويُعدّ الإغلاق الحالي الأطول على الإطلاق في الولايات المتحدة، تم تعليق العديد من الخدمات الحكومية منذ أكتوبر الماضي، ويقضي حوالي 1.4 مليون موظف فيدرالي إجازةً بدون أجر أو يعملون بدون أجر.
أغلقت الحكومة في الأول من أكتوبر الماضي، بعد أن فشل المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون في الاتفاق على خطة لتمويل الحكومة للسنة المالية الفيدرالية الجديدة.
كان للإغلاق الحكومي أيضًا آثار واسعة النطاق على مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك السفر الجوي الأمريكي، حيث تم إلغاء عشرات الرحلات الجوية الداخلية، كذلك توقفت إعانات الغذاء لـ 41 مليون أمريكي من ذوي الدخل المنخفض، بعد أن انتهت أموال برنامج المساعدة الغذائية التكميلية في الأول من نوفمبر الجاري، لأول مرة منذ أكثر من 60 عاماً، مما أثر على أكثر من 40 مليون أمريكي من الفقراء الذين يعتمدون على هذه الإعانات.
وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية، التي تنظم السفر الجوي في الولايات المتحدة، يوم الجمعة شركات الطيران بالبدء في خفض أعداد الرحلات الجوية. تم إلغاء أكثر من 2700 رحلة جوية في الولايات المتحدة يوم الأحد، وفقاً لموقع FlightAware الإلكتروني لتتبع الرحلات الجوية، بينما تأخرت أكثر من 10000 رحلة أخرى.