تُعد قصيدة «الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ»، للشاعر أبو الفتح البستي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف « أبو الفتح البستي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ».
وتعتبر قصيدة «الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 10 بيتًا، علاوة على تميز شعر أبو الفتح البستي، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
نص قصيدة «الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ»:
الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ
من رِقِّ شَهوتِهِ ومن غَفلاتِهِ
ومَنِ اقتَنى ما ليسَ يُمكنُ غصبُهُ
مِنهُ وثَمَّرَ جاهداً حَسَناتِه
فأصِخْ لِوَعظي وانتفِعْ بنَصائحي
وابخَلْ بباقي العُمْرِ قَبلَ فَوَاتِهِ
وأمِتْ بجَهدِكَ قُوَّةَ الغَضَبِ الّذي
تحيا البَصيرَةُ والتُّقى بمَماتِهِ
وعليكَ بالعَدلِ الذَّي هُو للفَتى
إنْ عُدَّتِ الأوصافُ خيرُ صِفاتِهِ
واعلَمْ بأنَّ مرارَةَ المَوتِ الَّذي
يأتي الفَتى في الخَوفِ مِن بَغَتاتِهِ
والمَرءُ ليسَ يخافُ من ركَضَاتِهِ
إلاَ لوَهنٍ دَبَّ في عَزماتِهِ
أنَّى يخافُ المَوت حَيُّ عالِمٌ
يَعتَدُّهُ فَضلاً مُقوِّمَ ذاتِهِ
لاسيَّما وَوراءَ ذلِك للفتى
عَيشٌ رُخاءُ العَيشِ في لَذاَّتِهِ
مَنْ ظَنَّ أن فناءَهُ مِن مَوتِهِ
فاعلَمْ بأنَّ فناءهُ بحَياتِهِ