طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتعويض قدره مليار دولار، بعد أن تبيّن أن وثائقيًا بثته عن العام الماضي تضمن مقطع فيديو أُخرج عن سياقه، ليظهر فيه وكأنه يحرض على العنف.
وقد كشف هذا الملف صحيفة "تلجراف" البريطانية هذا الشهر، موضحة أن برنامج "بانوراما" على قناة "بي بي سي نيوز" عرض في 28 أكتوبر 2024 وثائقيًا بعنوان "ترامب: فرصة ثانية؟"، تضمن خطابين مختلفين ألقاهما ترامب قبل اقتحام مبنى الكابيتول عام 2021.
إلا أن "بي بي سي" جمعت بين الخطابين وقدمتهما كخطاب واحد، ما خلق انطباعًا بأن ترامب وجّه رسالة لأنصاره مفادها "توجهوا إلى الكونجرس وقاتلوا"، بينما حُذفت العبارات التي دعا فيها إلى الاحتجاج السلمي، وفق الصحيفة.
ولم تمر الفضيحة مرور الكرام، إذ أدت إلى زلزال داخل مؤسسة "بي بي سي"، تسبب في استقالة كل من المدير العام للهيئة، تيم ديفي، ومديرة الأخبار، ديبورا تورنِس، الأحد الماضي، في خطوة اعتُبرت تحمّلًا للمسؤولية عن التلاعب الإعلامي.
ترامب يهدد بالإجراءات القانونية
ولم يكتفِ ترامب بذلك، فقد أمهل فريقه القانوني الهيئة البريطانية حتى الجمعة المقبلة لسحب الوثائقي، وتقديم اعتذار رسمي، ودفع "تعويض مناسب" قبل المضي قدمًا في إجراءات قضائية "قد تتضمن المطالبة بما لا يقل عن مليار دولار"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشار الفريق القانوني في رسالة إلى الشبكة، إلى أن الوثائقي حرّف "بشكل متعمّد" تصريحات ترامب، وعرضه بصورة "خبيثة ومهينة"، مما تسبب له بأضرار جسيمة في المال والسمعة.
وفي المقابل، قالت هيئة "بي بي سي" إنها "تنظر بجدية" في رسالة الرئيس الأمريكي، وقدمّت "اعتذارًا علنيًا عن أي سوء فهم محتمل"، مؤكدة التزامها بـ"التحقيق الداخلي الكامل" في ملابسات إنتاج الوثائقي.
كما قال رئيس مجلس إدارة "بي بي سي"، سمير شاه، في رسالة إلى نواب لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم البريطاني، إن الهيئة تقر بأن عملية المونتاج أعطت انطباعًا مضللًا، وكان ينبغي التعامل معها بحذر أكبر.
اقتحام الكابيتول
في 6 يناير 2021، اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكابيتول في واشنطن، في محاولة لعرقلة إضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وأدى الاقتحام إلى إخلاء المبنى وتعطيل جلسة الكونجرس لفرز الأصوات، في مشهد صادم جاء نتيجة مزاعم ترامب بأن الانتخابات سرقت منه.