الثلاثاء 11 نوفمبر 2025

تحقيقات

نتنياهو ينفي وواشنطن تضغط.. تعقيدات تتصاعد في ملف حماس برفح

  • 11-11-2025 | 16:06

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

تتواصل أزمة مقاتلي حركة حماس داخل أنفاق رفح جنوب قطاع غزة، رغم التوقعات بانفراجة عقب زيارة المبعوثيْن الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف إلى إسرائيل، إلا أن شيئًا لم يتغير، لتظل الأزمة تلقي بظلالها على مستقبل الهدوء في القطاع.

فقد نفى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن يكون قد تعهد للجانب الأمريكي بالسماح لمسلحي حركة حماس العالقين في أنفاق رفح بمغادرتها، حسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.

جاء ذلك في أعقاب لقاء جمع نتنياهو مع كل من كوشنر وويتكوف، بحثا فيه هذه المسألة، كما أورد إعلام عبري، دون الإشارة إلى نتائج هذا البحث.

غير أن المتحدثة باسم رئيس وزراء الاحتلال أكدت أن أي قرار بخصوص مقاتلي حماس في رفح سيُتخذ بالتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي المقابل، أكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن كوشنر يقود المفاوضات لتأمين ممر آمن لقرابة 150 إلى 200 مقاتل من حماس مقابل تسليم أسلحتهم، وذلك بعدما سلمت حماس رفات الضابط الإسرائيلي هدار جولدن.

وسلمت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هذا الأسبوع، رفات الأسير الإسرائيلي هدار جولدن المحتجز لديها منذ عام 2014، والذي طالب به رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، لإخراج المقاتلين من أنفاق رفح، ومع ذلك فإن إسرائيل لم تتخذ أي خطوات إيجابية في هذا الملف.

وقالت هيئة البث العبرية، نقلًا عن مصدر، إن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للموافقة على مقترح إنشاء ممر آمن لإخراج عناصر من حركة حماس العالقين في رفح جنوبي القطاع، رغم المعارضة الإسرائيلية الرسمية لهذه الخطوة.

وأكد المصدر أنه خلال الاتصالات التي أجرتها الإدارة الأميركية تم التعهد بإخراج المسلحين المحاصرين في رفح مقابل تحييد الأنفاق، ثم إقامة مشروع تجريبي بالمدينة يتمثل في مدينة تحتوي على سكان لا يتبعون لحماس مع نشر قوة دولية في المنطقة.

اتصالًا، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن أوضحت لتل أبيب رغبتها في حل سريع لأزمة مقاتلي حماس في رفح.

وأوضح أنه بعد إعادة رفات هدار جولدن، تعتقد واشنطن أنه يجب السماح لمقاتلي حماس بالمغادرة مع حصانة.

وتؤكد تقارير إعلامية أن استمرار أزمة مقاتلي حماس في أنفاق رفح يشكل خطرًا على استقرار وقف إطلاق النار في غزة، خاصة في ظل تعثر المفاوضات بين الأطراف المعنية.

وأكدت القسام أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مقاتليها في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، متابعة: "ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".

وشددت القسام، في بيان، الأحد، على أنها تضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم، وعليهم إيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة.

وأجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو شهر، انسحابه الأولي إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، مع إبقاء مناطق في شمال وجنوب قطاع غزة تحت سيطرته، على أن ينسحب منها لاحقًا، غير أن هذا الانسحاب لم يُنفذ حتى الآن، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الراهنة.

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العُزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 239 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة