الأربعاء 3 ديسمبر 2025

عرب وعالم

دراسة حديثة تكشف آثار الضوء الإصطناعي على النظم البيئية

  • 12-11-2025 | 13:44

النظم البيئية

طباعة
  • دار الهلال

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" آثار الضوء الاصطناعي على النظم البيئية وسلطت الضوء على الاضطرابات التي يسببها حيث يتزايد التلوث الضوئي بنسبة 2% تقريبا سنويا ويمكن للضوء الاصطناعي أن يعطل حياة أنواع لا تحصى، ويشوش الطيور المهاجرة ويعقد تكاثر الحيوانات الليلية بل ويغير دورات نوم الإنسان وإيقاعاته اليومية.

وذكرت شبكة "يورونيوز" الاخبارية في نشرتها الفرنسية اليوم /الاربعاء/ أن هذه الدراسة تعد أول دراسة تظهر كيف يعيد الضوء الاصطناعي تشكيل توازن الكربون في النظم البيئية حيث أنها الدراسة على 86 موقعا في أمريكا الشمالية وأوروبا، باستخدام الأقمار الصناعية ورصد تدفق الكربون لتقييم النظم البيئية وهاتين القارتين هما أكثر المناطق التي يلاحظ فيها التلوث الضوئي وضوحا.

ووجد الباحثون أن تلوث الضوء الاصطناعي ليلا يزيد من تنفس النظم البيئية، إذ تطلق النباتات والميكروبات والحيوانات كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، لم تلاحظ زيادة مقابلة في عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تخرجها النباتات من الغلاف الجوي.

وكتب الباحثون أن النتائج تظهر أن تلوث الضوء الاصطناعي يعطل "القيود الأساسية للطاقة في استقلاب النظام البيئي".

من جانبها، قالت الدكتورة "أليس جونستون" المحاضرة البارزة في علوم البيانات البيئية بجامعة كرانفيلد والتي قادت البحث إن "هذه مشكلة واسعة الانتشار تغير آلية عمل النظم البيئية، وتعطل تدفقات الطاقة وسلوك الحيوانات والموائل والإيقاعات الطبيعية".

وأشارت إلى أنه "ببساطة، تؤدي الليالي الأكثر سطوعا إلى ارتفاع انبعاثات الكربون، وهو أمر سيء لكوكبنا".

وأضافت "جونستون" أنه "على عكس تغير المناخ، يمكننا الحد من التلوث الضوئي بين عشية وضحاها تقريبا من خلال تصميم إضاءة أفضل وأن اعتماد تقنيات إضاءة قابلة للتعديل واتجاهية وحساسة للطيف تمثل تحسينا فوريا ومتاحا بسهولة ".

وأشارت إلى أن الإضاءة تمثل أكثر من 15% من استهلاك الكهرباء العالمي ومن شأن الحد من التلوث الضوئي أن يساعد في تقليل تأثير هذا القطاع على المناخ.. مضيفة أن "التصدي للتلوث الضوئي يمثل فوزا ثلاثيا نادرا للبيئة، وكفاءة الطاقة، والرفاهية".

وشدد مؤلفو الدراسة أيضا على ضرورة دمج التلوث الضوئي في نماذج المناخ وتقييمات التغير العالمي.

بدوره، صرح "جيم هاريس" أستاذ تكنولوجيا البيئة والمؤلف المشارك في الدراسة بأن "نحو ربع مساحة اليابسة على الأرض يتعرض لمستوى معين من الضوء الاصطناعي ليلا".. مضيفا أن "نتائجنا تشير إلى أن هذه البصمة الكربونية المتزايدة قد تحدث، بطرق خفية ولكنها مهمة، تغييرا في توازن الكربون العالمي إذا لم تتخذ أي إجراءات".

ولا توجد لوائح موحدة وواسعة النطاق بشأن التلوث الضوئي ولدى بعض الدول قوانين وطنية تقيده، مثل فرنسا وكرواتيا وسلوفينيا وجمهورية التشيك، كما أن لدى المدن وبعض المناطق معايير، أما بعض الدول، مثل النمسا وأيرلندا، فلديها إرشادات غير ملزمة بدلا من تشريعات قابلة للتنفيذ.

وفي جميع أنحاء القارة وخارجها، قدر "البرنامج الدولي لأماكن السماء المظلمة" المواقع التي تحافظ على مواقع السماء المظلمة وتحميها حول العالم حيث تتمتع حاليا 24 من هذه المحميات بحماية خاصة من التلوث الضوئي، ويقع معظمها في أوروبا.

وتشمل هذه المحميات منتزه سيفين الوطني في فرنسا، ومحمية كرانبورن تشيس الوطنية للمناظر الطبيعية في إنجلترا، ومحمية رون للمحيط الحيوي في ألمانيا. كما حصلت حديقة حيوان أرتيس في أمستردام مؤخرا على شهادة "مكان حضري للسماء الليلية"، وهي أول حديقة حيوان في العالم تحصل على شهادة "السماء المظلمة".

يذكر أن البرنامج الدولي لأماكن السماء المظلمة (IDSP) هو برنامج تابع لمنظمة DarkSky International يهدف إلى حماية السماء الليلية من التلوث الضوئي. ويقوم البرنامج باعتماد المجتمعات، المتنزهات، والمناطق المحمية حول العالم من خلال فرض سياسات إضاءة مسئولة وتثقيف الجمهور. وهذه الأماكن المعتمدة تحافظ على ليال مرصعة بالنجوم استثنائية وتحمي المناطق الطبيعية والتراثية.

يشار إلى أن مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" هي مجلة علمية شهرية مرموقة تنشر أبحاثًا حول تغير المناخ وأسبابه وآثاره، بما في ذلك تداعياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. تصدر المجلة عن دار نشر Nature، وتركز على أحدث الأبحاث الأصلية والمراجعات المتعلقة بطبيعة تغير المناخ عالميا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة