كشف مسؤولون بارزون في غينيا، أن بلادهم تسعى لتحقيق أعلى درجات الاستفادة عالميًا من خام الحديد عالي الجودة، الذي سيتم إنتاجه مع إطلاق مشروع منجم "سيماندو" العملاق، ويتوقع أن تصل ذروة إنتاجه السنوي إلى نحو 120 مليون طن متري، وأن يعرف طريقه للأسواق خلال هذا الشهر.
وقالت منصة "ماينينج"، المعنية بشؤون التعدين في العالم، إن المالك الرئيسي للمنجم والعميل الأكبر، الصين، المستهلكة لأكثر من 70 في المائة من صناعة الصلب على مستوى العالم، والتي تحركت صوب الهيمنة على الواردات مركزياً ودفع الأسعار إلى الانخفاض.
ونقلت عن وزير المناجم والجيولوجيا في غينيا، باونا سيلا، قوله: "مصلحتنا الرئيسية هي الحفاظ على الأسعار مرتفعة"، ولم يسهب الوزير في التفاصيل، بيد أنه قال إن كوناكري سوف تستفيد من خبرة "ريو تينتو" وهي مجموعة بريطانية أسترالية متعددة الجنسيات تمثل ثاني أكبر شركة على مستوى العالم في قطاع التعدين والمناجم وتعمل في أكثر من 35 شركة وتركز على خام الحديد، والنحاس والألومنيوم والمعادن الحيوية.
وتنقسم ملكية منجم "سيماندو" الغيني العملاق، لإنتاج خام الحديد عالي الجودة، بين اتحاد مالي (كونسرتيوم) يضم شركات "ريو" العالمية، و"كالكو" الصينية المملوكة للدولة، و"دبليو سي إس" وهي اتحاد مالي سنغافوري- صيني. تمتلك شركة "باووو" الصينية العملاقة، المملوكة للدولة، أسهماً في كونسرتيوم "دبليو سي إس"، كما أنها أيضاً من حملة الأسهم غير المباشرين في مشروع برأسمال مشترك يُطلق عليه "سيمفر" التابع لشركة "ريو".
كانت أسعار خام الحديد قد انزلقت هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو الماضي، متأثرة بمخاوف هبوط الطلب الصيني وتضخم المخزونات، الأمر الذي سحب الأسعار إلى التراجع، وسلط الضوء على مرتكزات السوق الهشة رغم ما تقدمه زخات الطلب المتقطعة من دعم محدود.
وكشف المسؤول الأول عن التعدين في غينيا، باونا سيلا، إن بلاده ترغب في تجاوز الصين وبيع خام الحديد عالي الجودة من مشروع" سيماندو" مباشرة إلى أوروبا والشرق الأوسط.
ويستهدف خام الحديد المستخرج من "سيماندو"، برتبة 65% حديداً، أن يصنف ضمن الفئة الممتازة التي تخصص لإنتاج الفولاذ الأخضر الأقل احتواءً وكثافة لعنصر الكربون.
من جانبه، يرى رئيس وحدة خامات الصلب في مجموعة "سي آر يو" الاستشارية للمعادن، إريك هيدبورج، أن غينيا بحصتها التي لا تتجاوز 15 في المائة من الإنتاج الإجمالي لمشروع "سيماندو" المملوك للاتحادين الماليين، لن يكون لديها سوى القليل جداً من النفوذ على السوق الصاعد للفولاذ الأخضر، الذي تهيمن عليه أستراليا والبرازيل.
كما أنها ستضع مجموعة "ريو تينتو"- التي تدير القطاع 3 و4 من المشروع- في منافسة مباشرة من شركة "فال" البرازيلية.
أما الوزير سايلا، فيرى أن "استراليا لا تمتلك تلك النوعية الممتازة (من خام الحديد)".
وهذا يتيح فرصة أمام "ريو" لبيع خامي بيلبارا فئة 62 وسيماندو الممتاز- ليس للصين فحسب، بل إلى مصانع الصلب الأوروبية وربما في الشرق الأوسط- لإنتاج الفولاذ الأخضر".
وتشير المنصة المعنية بشؤون المناجم والتعدين في أرجاء العالم إلى أن مشروع "سيماندو" العملاق الغيني تعرض إنتاجه لتأخير طويل الأمد، حيث كان من المفترض أن يبدأ إنتاجه في عام 1997.
وقد أمرت السلطات الغينية الحاكمة في عام 2022 بوقف العمل في تنمية المنجم، وطالبت بإيضاحات حول ضمانات تحقيق المشروع لمصالح الدولة.
ويتضمن مشروع "سيماندو" العملاق لإنتاج خام الحديد عالي الجودة في غينيا، الذي تقدر قيمته بنحو 20 مليار دولار، إنشاء خط سكك حديدية بطول 650 كيلومتراً وميناء مياه عميقة لاستقبال السفن والناقلات العملاقة، على أن تحتفظ غينيا بحصة نسبتها 15 في المائة من مناجم المشروع، والبنية التحتية الأساسية، مصانع الصلب المستقبلية المزمع إنشاؤها.