في مثل هذا اليوم، 14 نوفمبر 1893، رحل عن عالمنا علي باشا مبارك، أحد أبرز رموز النهضة الحديثة في مصر خلال القرن التاسع عشر.
وُلد عام 1823 في قرية برمبال الجديدة بمحافظة الدقهلية، ونشأ في بيئة ريفية بسيطة، لكنه شق طريقه نحو المجد العلمي والإداري بفضل ذكائه وطموحه.
رائد التعليم الحديث
عُرف علي باشا مبارك بلقب "أبو التعليم الحديث"، إذ تولى نظارة المعارف (وزارة التعليم) وأسهم في تطوير المناهج الدراسية، وتوسيع شبكة المدارس، وتأسيس مدرسة دار العلوم التي أصبحت منارة لتخريج علماء اللغة العربية والفقه.
لم يقتصر دوره على التعليم، بل امتد إلى تخطيط المدن، حيث قاد مشاريع لتحديث القاهرة، منها تنظيم الشوارع، وإنشاء الميادين، وتطوير البنية التحتية، ما جعله يُلقب بـ"مهندس القاهرة الحديثة".
مؤلف موسوعي
ترك لنا مؤلفات خالدة، أبرزها كتابه "الخطط التوفيقية"، الذي يُعد موسوعة جغرافية وتاريخية واجتماعية عن مصر، ويعكس اهتمامه العميق بتوثيق الحياة المصرية في عصره
رحل علي باشا مبارك عن عمر ناهز 70 عامًا، لكن بصمته لا تزال حاضرة في كل مدرسة، وكل شارع، وكل فكرة تنويرية انطلقت من قلب مصر.