كشف التقرير السنوي لمنظمة مشروع الكربون العالمي ، التي تسعى إلى تحديد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وأسبابها، ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري(الفحم والنفط والغاز)خلال العام الجاري بنسبة 1ر1% لتصل إلى 1ر38 مليار طن (جيجاطن من ثاني أكسيد الكربون).
وأظهر التقرير - الذي يجريه 130 عالما دوليا وينشر سنويا بالتزامن مع اجتماع الدول في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) حسبما ذكرت قناة "فرانس 24" الإخبارية اليوم /الخميس/ - أن بهذا المعدل، سيكون من شبه المستحيل الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 5ر1 درجة مئوية.
وأفادت الدراسة بأن هذا يفوق متوسط الزيادة السنوية على مدى السنوات العشر الماضية، والذي بلغ 8ر0%..مشيرة إلى أن هذه الانبعاثات أعلى الآن بنسبة 10% مما كانت عليه في عام 2015 ، عام اتفاقية باريس ، التي هدفت إلى الحد من الاحترار العالمي إلى درجتين مئويتين أو حتى 5ر1 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
ومن جانبه .. صرح جلين بيترز من مركز أبحاث المناخ الدولي بأنه "رغم انخفاض الانبعاثات في العديد من الدول، لا سيما بفضل تطوير الطاقات المتجددة، وكهربة المركبات، والحد من إزالة الغابات، إلا أن العالم إجمالا لا يبذل جهدا كافيا..مشددا على ضرورة أن يقوم الجميع بدورهم، وبذل المزيد من الجهد.
وتقدر الدراسة، التي طال انتظارها كما في مؤتمرات الأطراف السابقة، والتي تقدم تقديرا أوليا لانزلاق المناخ العالمي للعام الحالي، أن الكمية المتبقية من ثاني أكسيد الكربون اللازمة للبقاء ضمن حد الـ 5ر1 درجة مئوية تبلغ 170 مليار طن.
وبدوره .. أوضح بيير فريدلينغشتاين من جامعة /إكستر/ (إحدى جامعات الإقليم الجنوبي الغربي من إنكلترا في المملكة المتحدة) والذي قاد الدراسة أن "هذا يعادل أربع سنوات من الانبعاثات بالمعدل الحالي قبل استنفاد الميزانية المخصصة للحد من الاحترار العالمي إلى 5ر1 درجة مئوية، لذا، عمليا، هذا مستحيل.
واتضح هذا الفشل بشكل متزايد طوال عام 2025، وهو ما تقر به الآن الأمم المتحدة، وعلماء المناخ، ورئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والمشاركون في مؤتمر الأطراف هذا ، والهدف الآن هو ضمان أن يكون التجاوز مؤقتا، ولكن هذا قد يستغرق عقودا.
ووفقا للمسار الحالي، سترتفع درجة حرارة العالم بمقدار يتراوح بين 3ر2 إلى 5ر2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا التزمت الدول بالتزاماتها، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة قبيل قمة /بيليم/.
ويقترب هذا الرقم من التقديرات (6ر2 درجة مئوية بحلول عام 2100) في الحسابات التي نشرتها أيضا منظمة "متتبع العمل المناخي" اليوم ، وخلصت المنظمة إلى أن أحدث الإعلانات الصادرة عن الدول "لا تغير شيئا".
وفي عام 2025، ستصل الانبعاثات المرتبطة تحديدا باحتراق الفحم إلى رقم قياسي جديد، بزيادة قدرها 8ر0% عالميا مدفوعة بشكل خاص بالزيادات المسجلة في الولايات المتحدة والهند .. كما تشهد انبعاثات النفط والغاز ارتفاعا بنسبة 1% و3ر1% على التوالي.
وفيما يتعلق بانبعاثات الغاز .. تشير الدراسة إلى أن "الانبعاثات تعود إلى اتجاه النمو المستمر ، الذي ساد قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وعلى مستوى المناطق، عكست الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاتجاه التنازلي الذي سجل في السنوات الأخيرة، مسجلين زيادة في انبعاثاتهما بنسبة 9ر1% و4ر0% على التوالي، ويعزى ذلك جزئيا إلى فصول الشتاء الباردة التي زادت الطلب على التدفئة.
ويبدو أن انبعاثات الصين، أكبر ملوث في العالم، تستقر (+4ر0%)، ولكن وفقا لـ"جلين بيترز"، فإن عدم اليقين المحيط بسياسات البلاد يجعل من السابق لأوانه الادعاء ببلوغ الذروة.
يذكر أن "مشروع الكربون العالمي"، منظمة تسعى إلى تحديد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وأسبابها وتأسست في عام 2001، وتشمل مشاريعها ميزانيات عالمية لثلاثة غازات دفيئة سائدة- ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O)- والجهود التكميلية في الانبعاثات الحضرية والإقليمية والتراكمية والسلبية.