تحدث المخرج الكبير محمد عبد العزيز عن بداياته الفنية ورحلته الطويلة في عالم السينما، كاشفا عن كواليس أولى خطواته مع عمالقة الإخراج في مصر، ورؤيته الخاصة لفن الكوميديا الذي شكل جزءا كبيرا من مسيرته الإبداعية.
وقال عبد العزيز في ندوته:"بدأت مشواري الفني مع الأستاذ الكبير صلاح أبو سيف، وعملت مع مجموعة من المخرجين المتميزين، من بينهم صلاح كمال وغيرهما، وكانت تلك التجارب مدرسة حقيقية تعلمت منها الكثير."
وأضاف: "بعد تخرجي من المعهد أخرجت أول فيلم روائي طويل من تأليف الكاتب أحمد بهجت، ثم مررت بفترة صعبة استمرت عامين دون عمل، قبل أن تأتي فرصة جديدة غيرت مساري تمامًا مع فيلم "في الصيف لازم نحب".
وأشار إلى أن هذا الفيلم كان نقطة التحول في مسيرته، إذ جمع عددًا كبيرًا من النجوم، وحقق نجاحًا جماهيريا واسع جعله يتجه نحو السينما الكوميدية، التي قرر دراستها بعمق لفهم مفرداتها ورسالتها.
وأكد المخرج الكبير أن الكوميديا ليست فنا للضحك فقط، قائلا: "عندما اقتربت من الكوميديا أدركت أنها من أكثر أنواع السينما جدية وصرامة، لأنها قادرة على مناقشة قضايا المجتمع بسخرية ذكية ونقد بنا، لا يمكن فصل الكوميديا عن الواقع أو هموم الناس."
وتابع: "قلة الكوميديا في الدراما ترجع إلى أنها تحتاج بيئة اجتماعية محددة، لأنها تعالج سلوكيات وقضايا إنسانية مهمة، حتى وإن كان طعمها مرا."
واستعاد عبد العزيز ذكريات فيلمه الناجح «في الصيف لازم نحب»، موضحا أنه كان بسيط الإنتاج لكنه تناول بجرأة تأثير سياسة الانفتاح بعد حرب أكتوبر وسيطرة المادة على المجتمع، مضيفًا: "الفيلم كان من إنتاجي ونُفّذ بإمكانيات محدودة جدا، لكنه حقق نجاح كبير، وحصل الفنان الراحل محمود ياسين على جائزة أفضل ممثل عن دوره فيه".