نحتفل في 16 نوفمبر باليوم العالمي للتسامح، والذي يهدف إلى تذكير الأشخاص بأن قيم العفو ليست مجرد شعارات أو خطب مثالية، بل مهارات حياتية ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية المتوازنة، فوسط عالم يمتلئ بالصراعات، والضغوط اليومية، وسرعة الانفعال، أصبح التسامح مساحة آمنة تعيد إلى الإنسان قدرته على الهدوء والتفكير واتخاذ قرارات أكثر نضجًا، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع خبيرة نفسية أهمية التسامح بين طرفي العلاقة الزوجية، وإليكِ التفاصيل:
ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوض، أستاذ علم النفس، أن التسامح الحقيقي ليس ضعفًا، وليس استسلامًا، وليس تبريرًا للأخطاء، بل هو قرار واعي يهدف لحماية السلام الداخلي أولًا، وبناء علاقة ناضجة ثانيًا، ومفهوم العفو في العلاقات الزوجية يساء فهمه كثيرًا، إذ تربط بعض النساء بين التسامح وبين الصمت، بينما يرى بعض الرجال أنه يعني نسيان ما حدث وكأن شيئًا لم يكن، و لكن الحقيقة النفسية مختلفة تمامًا، لأن تجاهل الخطأ دون معالجة هو بداية تراكمات خطيرة تؤدي إلى العديد من الأمور منها:
-شعور بالاستنزاف النفسي
-فقدان الثقة
-تراكم الغضب الصامت
-انفجار المشاكل في وقت لاحق بشكل أكبر
-الصمت ليس تسامحا، بل تجميد مؤقت للمشكلة.
وأكدت أستاذة علم النفس على أن الغفران الحقيقي يبدأ بالاعتراف بالمشاعر، ولا يحدث إلا إذا اعترف الطرف المتضرر بشعوره، وفهم لماذا تأثر، ثم عبر عن انزعاجه بطريقة هادئة وواضحة، لأنه مهارة تفاهم وليس إلغاءً للحدود ومعرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول في الحوار، وكيفية إدارة الخلاف، واحترام وقت الآخر ومشاعره، فالزوجان لا يستطيعان التسامح إذا كان أحدهما يتكرر في إيذاء الآخر دون التزام أو تغيير.
وأضافت أن العفو من الممكن أن يتحول إلى إيذاء للنفس عندما يتكرر الخطأ دون أي تغيير، ويكون المتسامح تحت ضغط أو خوف، ويؤدي إلى فقدان الكرامة أو احترام الذات، ويرافقه شعور دائم بالمرارة أو الظلم، ما يجعله شكلًا من أشكال الاستنزاف العاطفي.