السبت 15 نوفمبر 2025

ثقافة

جريدة القاهرة تحتفي بالمشروعات الوطنية العملاقة

  • 14-11-2025 | 22:13

جريدة القاهرة

طباعة
  • أ ش أ

احتفى العدد الجديد من جريدة "القاهرة"، بالمشروعات الوطنية العملاقة التي تنفذها مصر اليوم من متاحف كبرى إلى بنى تحتية ضخمة متطورة.

وذكرت جريدة "القاهرة" - الصادرة عن وزارة الثقافة - أن مصر تمر بمرحلة فارقة في تاريخها تشهد تحولا جوهريا من الدفاع عن الوجود إلى البناء الحضاري وفق رؤية استراتيجية شاملة تستلهم الماضي لصناعة المستقبل وتجمع في توازن دقيق بين الأصالة والمعاصرة وبين متطلبات الداخل وتحديات الخارج.

وتعني النهضة - في بعدها الجوهري - تحرر العقل من قيود الخرافة والأفكار المسبقة وشرطها الأول هو تبني منهج التفكير العلمي وهذا المنهج يحتاج إلى "عقلية " جديدة تمارس الحياة اليومية في شتى مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عقلية تقوم على المنطق السليم والبحث عن الأسباب الحقيقية للظواهر والدقة في التحليل والتنظيم في العمل، كما تكون مستعدة لقبول النسبية في المعرفة ومراجعة الحقائق مع تطور العلم والمعرفة.

وأشارت الجريدة إلى أن المشروعات العملاقة - التي تنفذها مصر اليوم - في جوهرها تطبيقات عملية لهذا المنهج العقلي العلمي؛ فهي تقوم على التخطيط المدروس القائم على معطيات واقعية وليس على أماني نظرية مجردة وعلى التراكم المتدرج في الانجاز بدلا من القفزات العشوائية غير المحسوبة؛ وهذا يتجاوز البعد المادي ليصبح تغييرا للعقلية ذاتها، من عقلية التسليم بالأمر الواقع إلى عقلية التساؤل عن الأسباب والسعي الفاعل للسيطرة على المستقبل.

وفي إطار الحديث عن استراتيجية التوازن بين الأصالة والمعاصرة؛ فإن إحدى أعقد اشكاليات النهضة في العالم العربي هو ذلك الجدال التاريخي بين تياري التأصيل والتحديث غير أن النموذج المصري الحالي كما يتجلى في مشارعيه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية يبدو وكأنه يحاول تخطي هذا الثنائي عبر تبني إستراتيجية أكثر حكمة وذكاء فهي إستراتيجية التوازن الواعي.

ولا يرفض الواقع المصري التراث بحجة التحديث، كما فعلت بعض مدارس التجديد المتطرفة في تاريخ النهضة العربية ولا يرفض الحداثة بحجة التمسك بالتراث بل يحاول استلهام الماضي لصناعة المستقبل فيجعل من المتحف المصري الكبير منصة للاقتصاد المعرفي، ويجعل من الدبلوماسية الوسيطة امتدادا لدور تاريخي وهذه الاستراتيجية تذكر ب "مدرسة الاعتدال" في التاريخ المصري الحديث التي جمعت بين الأصالة والحداثة بأسلوب متوازن لأنها ترفض "الاستيراد" الأعمى للنماذج الجاهزة؛ سواء كانت غربية أو منقولة عن ماض مجيد وتؤمن أن النهضة تولد في ضمير الإنسان وإرادته أولا قبل أن تنتقل إلى الأشياء والنظم.

الاكثر قراءة