السبت 15 نوفمبر 2025

ثقافة

من الظلام إلى النور.. أبو العلاء المعري وطه حسين رحلة الفكر والتحدي

  • 15-11-2025 | 14:07

طه حسين

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

حين يجتمع الظلام مع الإرادة، يولد التحدي، هذا ما جمع بين رجلين من عصور مختلفة، أصبحا أيقونات في عالم الفكر والأدب العربي الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري وعميد الأدب العربي طه حسين، كلاهما فقد بصره في سن الرابعة، إلا أن فقدان البصر لم يمنعهما من أن يشرعا رحلة طويلة في طلب العلم، والتأمل، والفكر المستنير، من الانطوائية والتشاؤم ومرارة الحياة، خرجت فلسفة المعري وشغف حسين بالمعرفة، لتصبح كتاباتهما انعكاسًا للصراع بين الظلام والنور، وبين الألم والإصرار على صنع إرث خالد في الأدب العربي.

سافر المعري إلى حلب وأنطاكية واللاذقية وبغداد، رغم انطوائه الشديد، ليصقل ثقافته بعلم عصره، بينما تجول طه حسين بين الأزهر في القاهرة وباريس ومونبليه، متأثرًا بالفكر الغربي والصراعات الفكرية التي حملها معه.

ولدت هذه التجارب لدى الاثنين فلسفة عميقة، امتزج فيها التشاؤم والحزن والسخرية والعبث، لتظهر في كتاباتهما صورة الإنسان الذي يتحدى القدر ويصنع من ألم الحياة وعيًا وفكرًا.

واختلف الرجلان في الحب والزواج، طه حسين عاش قصة حب كبيرة مع زوجته الفرنسية سوزان، أما المعري فاختار الانعزال ورفض الزواج والحياة العاطفية. 

ومع ذلك، ظل طه حسين متأثرًا بالمُعلم المعري، فكتب عنه عدة أعمال مثل "تجديد ذكرى أبي العلاء"، و"صوت أبي العلاء"، و"مع أبي العلاء في سجنه"، ليظل الرابط بينهما خيطًا متواصلًا من الإصرار والفكر والتحدي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة