أنظار العالم تتجه نحو منطقة الكاريبي مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تحركات عسكرية هناك، في إطار تحركاتها المستمرة منذ أسابيع على السواحل الفنزويلية، حيث حشدت قوة عسكرية، وسط تقارير متسارعة تشير إلى احتمال توجيه ضربات مباشرة داخل الأراضي الفنزويلية خلال الساعات المقبلة، ما يرفع من حدة التوتر ويجعل المنطقة على صفيح ساخن.
ضربة وشيكة
وتستعد القوات الأمريكية لإصدار أوامر هجوم محتمل على فنزويلا، حيث تُجرى مناقشات رفيعة المستوى بشأن ما إذا كان سيتم توجيه ضربة أمريكية إلى "كاراكاس"، وفق ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مصادر.
وحسب الصحيفة، أفاد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن مجموعة من الخيارات العسكرية عُرضت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي سياق ذلك، قال مسؤولون لوكالة "رويترز" أمس الجمعة إن عددًا من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقدوا ثلاثة اجتماعات في البيت الأبيض الأسبوع الماضي لمناقشة خيارات العمليات العسكرية المحتملة في فنزويلا، في ظل تزايد الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي.
وذكر أربعة مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن اجتماعات مجلس الأمن الداخلي عُقدت قبل أيام، وأكد ثلاثة منهم أن أحدها عُقد أمس الجمعة، وفق المصدر ذاته.
ويأتي ذلك بعد أن أكد ترامب اتخاذ قرار بشأن فنزويلا، غير أنه لم يوضح ماهية هذا القرار.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، ردًا على سؤال حول الإجراءات التي قد تتخذها إدارته ضد فنزويلا: "لقد اتخذت قراري تقريبًا.. لا أستطيع الكشف عنه حاليًا، لكننا أحرزنا تقدّمًا كبيرًا مع فنزويلا فيما يتعلق بمنع تدفق المخدرات"، وفق ما نقلته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، عمل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث ومسؤولون عسكريون كبار طوال الأسبوع الماضي على إطلاع الرئيس الأمريكي على الخيارات المتاحة بشأن فنزويلا، بما في ذلك شن ضربات برية.
وفي فنزويلا، حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أن تلقي بلاده نفس مصير قطاع غزة، حيث مارست إسرائيل حرب إبادة جماعية قتلت عشرات الآلاف من الأشخاص.
وقال مادورو، موجهًا حديثه إلى الشعب الأمريكي: "الإنسانية عانت بما فيه الكفاية من الإبادة في غزة، لا يوجد شعب تقريبًا لم يعترف بأن ما يحدث هناك إبادة جماعية"، مؤكدًا أن واشنطن لا تستهدف فنزويلا فحسب، بل أمريكا اللاتينية بأكملها، وبالتالي الإنسانية جمعاء.
وكان وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث أعلن عن إطلاق عملية عسكرية تحت اسم "الرمح الجنوبي"، تستهدف الجماعات والأفراد المرتبطين بالإرهاب وتجارة المخدرات في نصف الكرة الغربي.
وتقوم الإدارة الأمريكية منذ أوائل سبتمبر الماضي بتدمير قوارب يُزعم أنها تهرب المخدرات في منطقة بحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، حيث دُمرت 20 سفينة وقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا وصفتهم إدارة ترامب بـ "إرهابيي المخدرات".
وكثفت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في منطقة الكاريبي قرب السواحل الفنزويلية، حيث أرسلت سفنًا حربية ومشاة بحرية وطائرات مقاتلة وطائرات تجسس وغيرها من الأصول العسكرية، بزعم أن هذا الحشد ضروري لوقف تهريب المخدرات والدفاع عن الولايات المتحدة.