أكد الدكتور أيمن عباس رئيس الإدارة المركزية للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة والسكان أن الدولة تتحرك بخطى سريعة نحو تطوير خدمات علاج الإدمان والصحة النفسية، استنادا إلى رؤية وطنية واضحة تستهدف إزالة الوصمة وتحويل الصحة النفسية إلى جزء طبيعي من منظومة الرعاية الصحية الشاملة.
وأوضح الدكتور عباس - في تصريح على هامش اليوم الرابع للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، اليوم السبت - أن منشآت الصحة النفسية في مصر تضم مراكز متقدمة لعلاج الإدمان، تشمل برامج متخصصة لإزالة السموم، وخطط تأهيل طويلة المدى، وعيادات متخصصة لخفض الضرر، إضافة إلى برامج بديلة تتيح للمرضى طرقاً آمنة لاستعادة حياتهم دون انتكاس.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر ليس في تقديم الخدمة الطبية نفسها، بل في "الوصمة الاجتماعية" التي تجعل كثيرًا من المرضى يخشون الاعتراف بمرضهم النفسي أو إقبالهم على تلقي العلاج، قائلا: "الوصمة هي العائق الأول.. ومجرد نجاح الدولة في كسرها يعني بداية حقيقية للتنمية البشرية".
وأضاف: أن التوجيهات السياسية الأخيرة ركزت بصورة واضحة على دمج مرضى الإدمان والمرضى النفسيين في المجتمع، وتوفير بيئة تسمح لهم بالحصول على الرعاية دون خوف أو تمييز، مؤكداً أن هذا التوجه يمثل نقلة نوعية تدعم تقدم الدولة وتطور أفرادها.
ولفت عباس إلى أن اختيار قيادة شابة لإدارة ملف بالغ الحساسية مثل ملف الصحة النفسية وعلاج الإدمان ليس صدفة، بل قرار له فلسفة واضحة وهي استهداف الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكثر تأثرًا والأكثر قدرة على التغيير، منوها إلى أن لدينا خطة طموحة تستند إلى العلم الحديث وتستهدف بناء جيل واعٍ قادر على حماية نفسه والمشاركة في بناء وطنه.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت في تقريرها لعام 2025 توصية واضحة بتوسيع برامج خفض الضرر وبرامج العلاج البديل، مؤكدة أن هذه البرامج تقلل نسب الوفيات المرتبطة بالإدمان بنسبة تصل إلى 35%، وتخفض الانتكاسات بمعدل 40% عند دمجها ببرامج دعم نفسي مستدام.