اكتشف طه حسين العالم بعقله قبل عينيه، عميد الأدب العربي، الذي فقد بصره في صغره، تحدى الإعاقة ليصبح رمزًا للفكر والإبداع في مصر والعالم العربي، من طفولته في صعيد مصر إلى بعثته في فرنسا، ومن كتبه التي غيرت الأدب العربي إلى تجسيده على الشاشة في مسلسلات وأفلام، ترك طه حسين إرثًا من المعرفة والإرادة يُلهم أجيالا.
بدأت حياة طه حسين في قرية الكُتاب بصعيد مصر، حيث تلقى تعليمه الأول في القرآن والكتابة، ومن ثم انتقل إلى القاهرة لمتابعة دراسته الجامعية.
رغم فقدانه البصر في سن صغيرة، التحق بجامعة القاهرة وتخرج منها بتفوق، ليصبح فيما بعد أحد أهم رموز الأدب والفكر العربي.
سافر إلى فرنسا لإكمال دراساته، حيث تأثر بالثقافة الغربية والفكر الأوروبي، ثم عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا، ويكتب مؤلفات شكلت علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي الحديث، مثل: «الأيام»، «دعاء الكروان»، و«في الشعر الجاهلي».
طه حسين على الشاشة
لم يقتصر تأثير طه حسين على الكتب والمكتبات، بل امتد إلى التلفزيون والسينما، حيث جسدت قصة حياته وأعماله الأدبية في مسلسل «الأيام» (1979): جرى تصوير حياته منذ الطفولة وحتى إنجازاته الأكاديمية، من بطولة أحمد زكي. المسلسل أظهر تحدياته منذ فقد البصر وحتى بعثته إلى فرنسا، وكان أداء أحمد زكي مؤثرًا للغاية، حيث نقل معاناته وطموحه بطريقة درامية إنسانية.
أما مسلسل «أديب» (1982) مستوحى من فلسفة طه حسين وقيمه، يحكي قصة شاب عبقري يُمنح بعثة لدراسة الأدب في باريس. بطولة نور الشريف ونورا، والعمل يربط بين الواقع والخيال بأسلوب جذاب.
كما له العديد من الأفلام المقتبسة من أعماله الادبية، مثل «دعاء الكروان» (1959) و«الحب الضائع»، التي نقلت الصراعات الاجتماعية والإنسانية التي كتب عنها طه حسين إلى الشاشة الكبيرة، مما أتاح لجمهور السينما التعرف على فكره وأدبه.