الأحد 16 نوفمبر 2025

تحقيقات

نصر الدين طوبار.. محطات في حياة صوت الخشوع والعاطفة

  • 16-11-2025 | 13:38

نصر الدين طوبار

طباعة
  • محمود غانم

يصادف اليوم 16 نوفمبر، ذكرى وفاة الشيخ نصر الدين طوبار، أحد أشهر المبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني بمصر خلال القرن الماضي، والذي عُرف بصوته العذب وأدائه المميز الذي جمع بين الخشوع والعاطفة، ما جعله صاحب مدرسة فريدة في فن الابتهال، تتلامس فيها نبرات الصوت مع مشاعر البكاء والتضرع.

نصر الدين طوبار

ولد الشيخ نصر الدين طوبار في 7 يونيو 1920م بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، قبل أن يدرس اللغة العربية وعلوم القراءات والحديث.

اشتهر الشيخ في قريته ومحافظته حتى شجّعه أصدقاؤه على التوجّه إلى القاهرة للانضمام إلى الإذاعة المصرية، حيث نجح بعد عدة محاولات في عام 1956م في الانضمام إلى صفوف المبتهلين، لتبدأ رحلة فنية ودعوية امتدت نحو ثلاثة عقود.

قدّم الشيخ طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال ما زالت حاضرة في وجدان المصريين والعالم الإسلامي، من أبرزها: «يا مالك الملك»، «يا مجيب السائلين»، «جل المنادى»، «كل القلوب إلى الحبيب تميل»، و«من لي سواك».

كما كان أول من أنشد ابتهالات خاصة لجنود مصر خلال حرب أكتوبر 1973م، من أشهرها: «سبح بحمدك الصائمون» و«انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا».

تميز بصوت رخيم يجمع بين القوة والروحانية، فأدى الابتهالات في أجواء بيت المقدس خلال زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للمسجد الأقصى عام 1977م، حيث ردد المصلون خلفه في مشهد مهيب.

كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن عام 1980م ضمن احتفال المؤتمر الإسلامي العالمي، ووصفت الصحافة الألمانية صوته بأنه «يضرب على أوتار القلوب».

وفي عام 1980م، اختير الشيخ نصر الدين طوبار مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني بأكاديمية الفنون، كما عُيّن قارئًا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازندارة بشبرا، وشارك في تسجيل المصحف المجود للتلفزيون السعودي عام 1978م بالتعاون مع الشيخ محمود البجيرمي.

رحل الشيخ عن عالمنا في 16 نوفمبر 1986م عن عمر ناهز 66 عامًا، تاركًا إرثًا غنيًا من الابتهال والتلاوة، وخالِدًا اسمه كأحد أعظم المبتهلين في تاريخ مصر الحديث.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة