أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان الشعر الجديد «الإمساك بالثور الهارب» للشاعر الفلسطيني زهير زقطان، وذلك ضمن إصدارات سلسلة «الإبداع العربي»، مقدمةً للقارئ العربي صوتًا شعريًا يلتقط نبرة الوجع الإنساني والحكاية الفلسطينية العميقة في آن واحد.
يقدّم زقطان في هذا الديوان تجرِبة شعرية تُحاذي الجمر، حيث يستبطن ذاتًا مثقلة بالفقد والاحتراق الصامت، تعيش آلامها كما لو أنها طقس يومي لا فكاك منه. يقف الأمل في قصائده خجولًا، بعيدًا، يكاد يلوّح ولا يقترب، فيما تتبدّى كل قصيدة كجزء من مرآة مكسورة تعكس روحًا مزّقتها الحرب ودفنت في حناياها شهقات لم تجد طريقها إلى الصراخ.
صراع الذات مع الانكسار والخوف من التلاشي
ويتتبع الشاعر في نصوصه صراع الذات مع الانكسار والخوف من التلاشي، وهو يستدعي الماضي بحثًا عن طفولة مسروقة وحكايات ضائعة وبراءة ابتلعها ركام الحزن وأنقاض الحروب. وعلى الرغم من هذا الألم، يواصل زقطان مزج الذاتي بالوطني، ناسجًا جراحًا غائرة بخيوط من الزهد والصمود والحكمة، من دون أن يمنع القصيدة من إطلاق أنين فخم، عساه يوقظ بعض الحب والانتباه لحرب لا تزال مستمرة في الحذف والاقتلاع، وقيود تزيد الرغبة في الخلاص اشتعالًا.
الكاتب زهير زقطان
وُلد زهير زقطان في مخيم العروب شمال الخليل، ثم انتقلت عائلته بعد نكسة 1967م إلى مخيم الكرامة في غور الأردن، حصل على درجة الماجستير في علم النفس من الجامعة الأردنية عام 1992 م عن دراسة تناولت «صورة المعوّق في القصة القصيرة في الأرْدُنّ». وقد ترك خلفه ثلاث مجموعات شعرية بارزة: «فصول قلقة» (1996م)، «جسور خفية» (2006م)، و«سكن متبادل» (2012م)، إضافة إلى الدراسة النقدية «العلاقة الجريحة: دراسة نفسية لنماذج من القصة القصيرة في الأرْدُنّ» الصادرة عام 1995م.