"كده برده يا سونة يا خاين".. بهذه الكلمات ظل الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم عالقًا في ذاكرة الجمهور، ليس فقط كأحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما المصرية، بل كرمز للبراعة الفنية التي تمزج بين الضحك والدراما، بين البساطة وعمق المشاعر.
تميز عبد المنعم إبراهيم بنبرة صوت مختلفة جعلته متميزًا عن الكثير من أبناء جيله، ووضع بصمة خالدة في تاريخ السينما المصرية، حتى أطلق عليه الجمهور لقب "عصفورة السينما".
بدأت مسيرته الفنية من خلال خشبة المسرح، حيث قدم أعمالًا بارزة مثل "مسمار جحا" و"ست البنات"، قبل أن ينضم إلى فرقة الفنان إسماعيل ياسين.
ومع انتقاله إلى السينما، بدأ بتجسيد الأدوار الثانوية في أفلام مثل "أضواء المدينة"، "إشاعة حب"، "الزوجة رقم 13"، و"إسماعيل يس في الأسطول"، ليصبح لاحقًا أحد أعمدة الكوميديا المصرية.
لم يقتصر تألقه على الكوميديا فقط، بل برع أيضًا في أداء الأدوار التراجيدية، خاصة في الدراما التلفزيونية، حيث قدم أعمالًا مؤثرة مثل "زينب والعرش" و"الشهد الدموع"، وكانت قدرته على تجسيد الألم والحزن نابعة من معاناته الشخصية بعد وفاة زوجته الأولى، وما عاشه من أيام صعبة قبل وفاتها بسبب مرضها.
أما في عالم الكوميديا، فقد أبدع عبد المنعم إبراهيم في رسم البسمة على وجوه الجماهير، من خلال شخصيات خالدة مثل عصفور قمر الدين في فيلم "سر طاقية الإخفاء"، وسكر في فيلم "سكر هانم"، متميزًا دائمًا بضحة فريدة لا تُنسى.
وإلى جانب أعماله السينمائية والمسرحية، ترك عبد المنعم إبراهيم عددًا من الإفيهات المضحكة التي ما زالت تتردد على ألسنة الجمهور، منها:
"اتعلم إزاى تتعامل مع الجنس اللطيف يا بغل أنت"
"يا لك من شنقيط"
يبقى عبد المنعم إبراهيم علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، دمجت موهبته بين الكوميديا والتراجيديا، وترك إرثًا فنيًا غنيًا، جعل اسمه خالدًا في ذاكرة السينما والمسرح المصريين.