كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع "American Psychological Association، أن طريقة تشكيل علاقات الأطفال مع والديهم وأصدقائهم المقربين تؤثر بشكل مباشر على طبيعة علاقاتهم بالآخرين عند البلوغ، و بالنسبة للمرأة ، تساعد هذه النتائج على فهم أسباب شعورها بالأمان أو القلق في علاقاتها العاطفية والاجتماعية، وكيف يمكن لتجارب الطفولة المبكرة أن تشكل أسلوبها في بناء الروابط مع الشريك أو الصديقات.
أظهرت الدراسة أن تفاعلات الأطفال مع أمهاتهم وأصدقائهم المقربين في مرحلة الطفولة ، هي مؤشر قوي على أسلوب التعلق لديهم كبالغين ، و النساء اللواتي نشأن في بيئة يشعرن فيها بالقرب من الأم، وكانت الخلافات محدودة يميلن لاحقًا إلى الشعور بالأمان والراحة في علاقاتهن مع الآخرين، سواء في الصداقات أو العلاقات العاطفية.
وأكدت الدراسة الي أن الصداقة الأولى في المدرسة تمثل فرصة لتعلم قواعد الأخذ والعطاء، مما ينعكس على قدرة المرأة على إقامة علاقات متوازنة قائمة على الثقة والدعم المتبادل، وفي المقابل، النساء اللواتي لديهن مستويات عالية من القلق أو التجنب في التعلق، غالبًا ما يشعرن بعدم القدرة على الاعتماد على الآخرين، ويميلن إلى تجنب طلب الدعم العاطفي حتى عند الحاجة، مما يجعل علاقاتهن أقل أمانًا واستقرارًا، بينما التعلق الآمن يمنح القدرة على الانفتاح على الآخرين والاستفادة من شبكة دعم قوية منذ الطفولة.
وأشارت الدراسة الي أن جودة الصداقات المبكرة ونموها في الطفولة، تساعد على تشكيل طريقة تفكير المرأة ومشاعرها وتصرفاتها في العلاقات لاحقًا، سواء في الصداقات أو الحب، فالارتباط المبكر الآمن يمنحها قدرة على بناء علاقات مستقرة، بينما التجارب المبكرة المتوترة قد تؤدي إلى شعور بالخوف من الانفتاح أو الاعتماد على الآخرين ، وأكملت أن الطفولة ليست مرحلة عابرة، بل حجر الأساس الذي يبنى عليه أسلوب الأنثى في الحب والصداقة والثقة بالآخرين، مما يبرز أهمية خلق بيئة داعمة ومحبة منذ الصغر لضمان علاقات صحية ومستقرة في المستقبل.