في لحظة عالمية اتسع فيها الجدل حول الإسلام ووجوده في أوروبا، يعود إلى الواجهة أحد الإصدارات المهمة الصادرة عن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة رشا صالح، وهو كتاب «الإسلام في أوروبا: التنوع والهوية والتأثير»، من تحرير وتقديم عزيز العظمة وإيفي فوكاس، وترجمة وتقديم أحمد الشيمي، ومراجعة محمد عناني.
ويتناول الكتاب بعمق التحولات التي شهدها حضور المسلمين في القارة خلال السنوات الأخيرة، وما نتج عنها من اهتمام متزايد من المؤسسات البحثية والسياسية والاجتماعية.
مواجهة الأفكار التعميمية حول الوجود الإسلامي في أوروبا
يسعى المشاركون في هذا العمل الجماعي إلى مواجهة الأفكار التعميمية حول الوجود الإسلامي في أوروبا، عبر تسليط الضوء على تنوع التجارِب المسلمة عبر الأقطار الأوروبية، وكشف صورة أكثر قربًا للواقع، قائمة على تحليل دقيق ونبرة بحثية رفيعة.
وينطلق كتاب «الإسلام في أوروبا: التنوع والهوية والتأثير» من نقد المفهوم الأحادي للهوية الذي يفترض أن الإسلام هو التعريف الجامع لكل المسلمين الذين يعيشون في أوروبا، ليقدّم بدلًا من ذلك رؤية متعددة الطبقات تُظهر الفروق، والتجارب، والسياقات المختلفة.
تأثير الاتحاد الأوروبي على المجتمعات المسلمة عبر الحدود
يتناول الباحثون في كتاب «الإسلام في أوروبا: التنوع والهوية والتأثير» تأثير الاتحاد الأوروبي على المجتمعات المسلمة عبر الحدود، وكيف أن هذا الاتحاد في المقابل تأثّر بالوجود الإسلامي وتحوّلاته داخل القارة.
وتزداد أهمية هذا العمل لأنه يأتي في لحظة حرجة من تاريخ عِلاقة أوروبا بالأديان، حيث يشهد المجال العام حالة من غياب اليقين وعدم الاستقرار المرتبطَين بالدين.
ورغم مرور وقت على صدور كتاب «الإسلام في أوروبا: التنوع والهوية والتأثير»، فإنه يظل مرجعًا مهمًا للأساتذة والباحثين والطلاب في الدراسات الأوروبية، وعلم الاجتماع، وعلم اجتماع الأديان، والعلاقات الدولية، ولكل من يسعى إلى فهم أعمق للوجود الإسلامي في أوروبا بعيدًا عن التنميط والأحكام السريعة.