الثلاثاء 18 نوفمبر 2025

عرب وعالم

منظمة الصحة العالمية: مقاومة مضادات الميكروبات تهديد متصاعد يستدعي تحركًا عاجلًا

  • 18-11-2025 | 15:14

منظمة الصحة العالمية

طباعة
  • دار الهلال

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن مقاومة مضادات الميكروبات أصبحت أحد أخطر التهديدات التي تواجه الصحة العالمية والأمن الغذائي والبيئة، مؤكدة أن عدوى المقاومة للأدوية تتزايد في مختلف أنحاء العالم، في وقت لا يزال فيه الوعي والاستثمار والعمل في هذا المجال دون المستوى المطلوب.

وأشارت المنظمة إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات يمكن أن تطال أي شخص، في أي مكان، بغض النظر عن العمر أو الموقع الجغرافي، وأن بعض حالات العدوى الشائعة بات علاجها أكثر صعوبة أو مستحيلًا في بعض الأحيان.

ويحمل موضوع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية لعام 2025 (18–24 نوفمبر) شعار: "تحرّك الآن: من أجل حماية حاضرنا وتأمين مستقبلنا"، وهو ما يعكس الحاجة الملحّة لاتخاذ إجراءات موحدة وفعّالة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، بما في ذلك تحسين الترصّد، وترشيد استعمال المضادات الحيوية، والاستثمار في الأدوية واللقاحات ووسائل التشخيص، وتعزيز تدابير الوقاية من العدوى في قطاعات صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أن الإحصاءات الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات في الإقليم مقلقة، مشيرًا إلى أن أحدث بيانات نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات تكشف استمرار تحديات كبيرة.

ففي عام 2023، كانت حالة واحدة من كل ثلاث حالات عدوى بكتيرية في الإقليم مقاومة للمضادات الحيوية، وهي من أعلى النسب عالميًا.

كما بلغت مقاومة المكورات العنقودية الذهبية للميثيسيلين في حالات عدوى مجرى الدم 50.3%، وهي النسبة الأعلى بين جميع أقاليم المنظمة.

وسجلت مقاومة أنواع الراكدة لدواء الإيميبينيم — وهو خيار علاجي احتياطي لحالات العدوى متعددة المقاومة — نسبة 66.5%، وهي الأعلى عالميًا، مع زيادة سنوية بلغت 11.3%، وهي أعلى معدلات الزيادة على مستوى الأقاليم.

أما مقاومة السالمونيلا للمضاد سيفترياكسون فقد بلغت 56.9%، وهي النسبة الأعلى بين أقاليم منظمة الصحة العالمية.

وأشار المكتب الإقليمي إلى أن جميع بلدان الإقليم قدّمت بيانات لنظام الترصد العالمي منذ عام 2016 على الأقل، ليكون إقليم شرق المتوسط الوحيد بين الأقاليم الذي يحقق هذا الالتزام، ما يعكس تقدّمًا في مجال الترصّد، بالرغم من استمرار الحاجة إلى إجراءات جذرية للحد من انتشار المقاومة.

ويعد سوء استعمال المضادات الحيوية من أهم العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مقاومة مضادات الميكروبات. ووفق تقرير المنظمة، فإن إقليمي شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا سجلا أعلى معدلات استعمال للمضادات الحيوية عالميًا، بمتوسط 23 جرعة يومية لكل 1,000 نسمة يوميًا في شرق المتوسط.

وفيما يتعلق بغاية منظمة الصحة العالمية لعام 2023 التي تحدد أن يكون 60% على الأقل من المضادات الحيوية المستهلكة من فئة "الإتاحة"، حققت 58% من بلدان الإقليم هذا الهدف. أما غاية عام 2030 (70% من المضادات الحيوية من فئة "الإتاحة") فقد تحققت في بلد واحد فقط داخل الإقليم، هو تونس.

وأكدت المنظمة أن مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات مسؤولية مشتركة، تشمل العاملين الصحيين والمزارعين والصناعات والأسر وصانعي السياسات، مشددة على أهمية استعمال المضادات الحيوية بوصفة طبية فقط، والالتزام بالنظافة الشخصية، وتلقي اللقاحات، وتطبيق ممارسات زراعية وصناعية سليمة.

وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن موضوع هذا العام يذكّر بأن "لكل فرد دورًا يؤديه"، داعية إلى تحويل الالتزامات السياسية إلى إجراءات عملية، وتحقيق بيئات صحية آمنة وتوفير المياه النظيفة والنظم الصحية القادرة على الصمود.

وأضافت أن مقاومة مضادات الميكروبات "تحدٍ عالمي يتطلب استجابة عالمية"، مؤكدة أن التعاون المشترك قادر على إنقاذ الأرواح والحفاظ على فعالية الأدوية وحماية النظم الصحية والبيئة للأجيال القادمة.

يذكر أن الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، الذي يُحتفل به من 18 إلى 24 نوفمبر من كل عام، يهدف إلى دق ناقوس الخطر بشأن تزايد حالات العدوى المقاومة للأدوية، والدعوة إلى إجراءات عاجلة لوقف انتشارها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة