أجاب الدكتور علي سالم، أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان، على سؤال حول شكوى الحاجة نعيمة – البالغة من العمر 70 عامًا – من سوء معاملة أبنائها، مؤكدًا أن هذه الظاهرة ليست واقعة عابرة، بل هي في الغالب حصاد طبيعي لخلل تربوي قديم داخل الأسرة.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن ما يفعله الأبناء اليوم يعكس ما زُرع فيهم بالأمس، وأن غياب الاهتمام وغرس القيم الأساسية منذ الصغر يؤدي داخل بعض الأسر إلى ظهور نماذج من العقوق عند الكبر.
وأشار إلى أن الأم حين تكبر وتحتاج لأبنائها، تظهر النتيجة الحقيقية لما قدّمته في مراحل الطفولة والمراهقة، مؤكدًا أن "اللي بيزرعه الأب والأم هو اللي بيلاقوه في النهاية". وشدد على أن معالجة الأمر لا تكون باللوم فقط، بل بالتركيز على الصحة النفسية والأمان الداخلي والاقتراب من الله وفعل الخير لتعويض ما فقدته الأم من دعم عاطفي.
وأضاف الدكتور علي سالم أن التربية ليست مجرد دراسة ومصاريف، لكنها منظومة قيم تبنى عبر سنوات طويلة، وأن غياب الرحمة والاهتمام والحوار داخل البيت يؤدي إلى تفكك أسري تدريجي.
وأكد أن الأسرة تمر بدورة حياة تبدأ بالارتباط وتنتهي بالمشيب، وأن كل مرحلة تتأثر بما قبلها، وفي حال غابت القيم واحتل العنف والشتائم مساحة من العلاقة، فإن الأبناء غالبًا يعيدون إنتاج هذا النموذج مع أهلهم في الكبر.
ونوه بأن القيم هي الأساس، وأن فقدانها هو السبب الأعمق في أزمات كثيرة نشاهدها اليوم، مثل شكوى الحاجة نعيمة وغيرها من الأمهات.