قال محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، اليوم الثلاثاء، إن الدولة المصرية خاضت خلال السنوات الماضية أكثر من تحدٍ في وقت واحد، ورغم ذلك استمرت في تنفيذ رؤية تنموية طموحة يشارك فيها كل أطياف المجتمع ومؤسسات الدولة تحت شعار مواصلة العمل نحو حاضر أفضل ومستقبل مشرق، مؤكدا أن ترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتحقيق سيادة القانون أحد ركائز الحكم الرشيد واستكمال مسيرة التنمية.
ولفت إلى أن مكافحة الفساد لا تنفصل عن تطوير البنية الإدارية للدولة، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وبناء قدرات العاملين، مشددا على أن تعزيز الوعي المجتمعي والتحول الرقمي يُمثلان خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الظاهرة.
جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التوعوية الموسعة في مجال منع ومكافحة الفساد، والتي نظمتها الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، الذراع التدريبية لهيئة الرقابة الإدارية، بديوان عام المحافظة، والتي حاضر فيها رئيس فرع هيئة الرقابة الإدارية ببني سويف، في إطار البرنامج الذي تنفذه الأكاديمية ضمن خطة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات القيادات التنفيذية والشباب والعناصر الواعدة بالمحافظات، ونشر ثقافة النزاهة والشفافية بين جميع فئات المجتمع.
وشدد على أن انعقاد الندوة خطوة جادة ضمن الجهود الوطنية لترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتحقيق سيادة القانون كأحد ركائز الحكم الرشيد واستكمال مسيرة التنمية، مشيدا بالدور المحوري الذي تقوم به هيئة الرقابة الإدارية وفق توجيه القيادة السياسية، مؤكداً أن الهيئة تُعد أحد أهم المؤسسات الوطنية لتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة من خلال مكافحة الفساد ومنعه.
واستعرض المحافظ، جهود المحافظة في مجال الحوكمة والإصلاح الإداري، مشيراً إلى أن رؤية الإدارة منذ عام 2019 ترتكز على 3 محاور رئيسية هي تحسين جودة حياة المواطن، وتحقيق التنمية الاقتصادية، والحوكمة والإصلاح الإداري.
وأوضح أن محافظة بني سويف عملت منذ البداية على بناء جهاز إداري حديث قادر على مواكبة توجهات الدولة في الرقمنة ورفع كفاءة الخدمات وتحسين بيئة العمل، وهو ما انعكس في إنشاء وحدات نوعية مثل الوحدة الاقتصادية لدعم اتخاذ القرار، ووحدة السكان، ووحدة الرصد الميداني التي تضم 225 راصداً، ووحدة قياس رضا المواطن، إلى جانب تطوير غرفة الأزمات وربطها إلكترونياً بمجلس الوزراء وإنشاء مركز السيطرة الموحد التابع للشبكة الوطنية لمتابعة المرافق.
أضاف : أن برامج التدريب مثل برنامج الموظف المبدع المحترف وإعداد صف ثانٍ من القيادات وتدريب 150 موظفاً على مهارات التحول الرقمي أسهمت في بناء كوادر قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التميز الإداري.
وتابع بقوله:" كما تم تطبيق سياسات تمكين المرأة والشباب وذوي الهمم، حيث ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية إلى 40%، وتم إطلاق المجلس الاستشاري للشباب بمشاركة 140 عضواً، مؤكداً أن هذه الجهود مجتمعة ساهمت في حصول بني سويف على جائزة تميز الأداء الحكومي في تنفيذ الخطة الاستثمارية مرتين متتاليتين، ما يمثل دليلاً عملياً على نجاح منظومة الإصلاح الإداري بالمحافظة وفاعلية مؤسساتها وقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة تتوافق مع رؤية مصر 2030.
من جانبه، قدم رئيس فرع هيئة الرقابة الإدارية ببني سويف، عرضاً موسعاً حول جهود الهيئة في نشر الوعي بمكافحة الفساد في المحافظات، مؤكداً أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تنفذ خطتها وفق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الوعي المجتمعي وتطوير ثقافة النزاهة لدى القيادات التنفيذية والشباب، مشيراً إلى أن الوقاية من الفساد تسبق مكافحته، وأن المواطن شريك أصيل في حماية موارد الدولة.
وتناول رئيس الفرع أهمية التحول الرقمي في الوقاية من الفساد، منوها إلى أن ميكنة الخدمات الحكومية وتقليل التدخل البشري يمثل الدرع الواقية للمؤسسات الحكومية ويعزز الشفافية والانضباط الإداري.
ولفت إلى أن بني سويف حققت تقدماً واضحاً في هذا المجال عبر تطوير مراكز الخدمة التكنولوجية وربطها بالأنظمة الحكومية المختلفة، وإعداد الكوادر القادرة على إدارة هذه المنظومة بكفاءة.
كما شدد على أن نجاح الدولة في مكافحة الفساد يعتمد على تضافر الجهود بين الأجهزة التنفيذية والرقابية والمجتمع المدني لضمان رفع كفاءة الجهاز الإداري وتحسين مستوى الخدمات العامة وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة التي تستهدفها الجمهورية الجديدة.
وأضاف: أن النقاشات العملية والتدريبات المقدمة خلال الندوة تساهم في رفع مستوى فهم المشاركين لكافة أدوات الرقابة الإلكترونية وأساليب التحليل الرقمي، بما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات مدروسة ويجعلهم عناصر فاعلة في دعم منظومة الحوكمة داخل أجهزة الدولة، مشدداً على أن الهدف النهائي هو خلق بيئة عمل شفافة ومستدامة تخدم المواطنين وتدعم مسيرة التنمية.