أعلنت جامعة قنا نجاحها خلال عامين، في اتخاذ مسار نحو الانتقال من إدارة تقليدية للموارد إلى إدارة تعتمد على التخطيط المالي المتقن والحوكمة الشاملة ورفع كفاءة الإنفاق العام؛ وقد أثمر هذا النهج عن تحقيق طفرة حقيقية؛ تمثّلت في تنمية موارد تجاوزت 541 مليون جنيه خلال الفترة من أغسطس 2023 حتى أغسطس 2025.
وقال رئيس الجامعة الدكتور أحمد عكاوي - وفق بيان اليوم /الأربعاء/ - إن إدارة الجامعة عملت على زيادة المتحصلات المالية المباشرة للجامعة؛ وهو محور اعتمد على إعادة هيكلة الموارد الذاتية وتفعيل أصول الجامعة غير المستغلة وفتح قنوات جديدة للتمويل الذاتي؛ وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق متحصلات نقدية بلغت أكثر من 315 مليون جنيه؛ وهو ما يؤكد أن الجامعة تمتلك إمكانات مالية كامنة يمكن تنشيطها متى توفرت الإدارة الرشيدة والرؤية الواضحة وهذه المتحصلات لم تكن مجرد تدفقات مالية؛ بل كانت جزءًا من استراتيجية للربط بين تطوير الخدمات الجامعية وبين القدرة على تمويل الاحتياجات دون الاعتماد الكامل على الموازنة العامة.
وأضاف أن المحور الثاني كان قائمًا على تنويع الموارد، عبر تعزيز الشراكات المثمرة واستقطاب الدعم العيني من المؤسسات والجهات المانحة؛ وهو ما أدى إلى استقبال الجامعة تبرعات وهدايا ومنح عينية تجاوزت قيمتها 47 مليون جنيه؛ وقد أسهم هذا الدعم في تخفيف أعباء كبيرة كانت تقع على الجامعة، وساعد في تطوير عدد من القطاعات الخدمية والأكاديمية دون تحميل الميزانية أية أعباء إضافية، مما يعكس أثر التخطيط المالي على تعظيم الاستفادة من كل فرصة متاحة.
واشار إلى أن التركيز الأكبر للمحور الثالث، كان منصبا على رفع كفاءة الإنفاق العام عبر الحوكمة الإلكترونية والممارسات الفضلى في الإدارة، وقد نجحت الجامعة - خلال العامين - في تطبيق منظومة من إجراءات الانضباط المالي أدت إلى تقليل الهدر وتعظيم العائد من كل مورد، حتى بلغ إجمالي ما تحقق من وفورات ومكتسبات ناتجة عن الحوكمة وإعادة التنظيم ما يقرب من 177 مليون جنيه وهذه الوفورات لم تكن رقمًا محاسبيًا، بل كانت انعكاسًا مباشرًا لتحول جذري في طريقة عمل الجامعة؛ بدءًا من الرقمنة الشاملة للخدمات، مرورًا بترشيد الطاقة والمياه، وصولًا إلى ضبط عمليات الشراء ومنع ازدواجية الصرف وإعادة توظيف الأصول حيث قامت الجامعة بتلبية احتياجات إدارية واستراتيجية ملحة من خلال إطلاق باقة متنوعة من التطبيقات الإلكترونية في مجال الاتصالات الإدارية (مسك)، حوكمة اجتماعات المجالس واللجان (اجتماع)، وإدارة القاعات الدراسية والامتحانية الكترونيا، والحوكمة الإلكترونية لشراء الأجهزة العلمية، وإطلاق تطبيقات للأمن (أمان) والنظافة (نظافة)، وإدارة المشروعات الهندسية (تشييد)، الحجز الالكتروني لاستراحات الجامعة، وتطبيق (تغذية) بالمدن الجامعية، والتطبيق الالكتروني (الجائزة) للحوكمة الإلكترونية للجوائز البحثية.
ولم تكن المشروعات الهندسية بمنأى عن هذا النهج؛ فقد تمكّنت إدارة الجامعة من تنفيذ مشروعات تطوير وإنشاءات هندسية بجهود ذاتية وفّرت ما يقرب من 26 مليونًا و750 ألف جنيه مقارنة بالقيمة السوقية؛ وهذا النجاح جاء نتيجة الاعتماد على الكفاءات الداخلية في التصميم والتنفيذ، والاستفادة من خامات الجامعة المتاحة، وإعادة تدوير الأصول والمعدات؛ وهو ما أثبت قدرة الجامعة على بناء نموذج فريد في إدارة المشروعات العامة بكفاءة عالية وبتكلفة أقل. وفق رئيس الجامعة.
وتابع: إلى جانب ما تحقق، فإن الجامعة تعمل - حاليًا - على تنفيذ حزمة جديدة من الممارسات التي يُنتظر أن تعزز الموارد الذاتية بقيمة تصل إلى سبعة وستين مليون جنيه خلال الفترة القادمة. وتشمل هذه الجهود استكمال رقمنة أنظمة الأمن والصيانة والامتحانات، وتطوير آليات الشراء والإجازات، بالإضافة إلى تشغيل بعض الأصول الاقتصادية بما يحقق مردودًا ماليًا مستدامًا، مضيفا أن هذه المشروعات المستقبلية تأتي في إطار رؤية واضحة تستهدف نقل الجامعة إلى مرحلة أعلى من الاعتماد على الذات، وتوجيه مواردها نحو تحسين جودة الخدمات وتطوير البنية التحتية ومساندة البحث العلمي.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن ما تحقق من إنجازات جاء في إطار الإدارة الحديثة التي تقوم على الشفافية، وترشيد النفقات، وتحويل كل أصل إلى قيمة، وتعظيم الاستفادة من الموارد البشرية والمادية، وتعزيز الشراكات؛ وفي ضوء هذا النهج، تظل جامعة قنا ملتزمة بأن تكون مؤسسة تعليمية قادرة على تمويل تطورها، وصناعة مستقبلها، وتقديم نموذج يحتذى به في الإدارة العامة