الخميس 20 نوفمبر 2025

عرب وعالم

العلاقات المصرية الروسية… شراكة تاريخية واستراتيجية راسخة ومستقبل مشرق للتعاون الشامل

  • 20-11-2025 | 19:28

العلاقات المصرية الروسية

طباعة

ترسخ العلاقات المصرية الروسية مكانتها كأحد أهم محاور التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط ، ويستند التعاون بين القاهرة وموسكو إلى شراكة استراتيجية شاملة تتعزز عامًا بعد آخر، وتُترجم على أرض الواقع من خلال تنسيقٍ سياسي مكثّف، وعلاقات اقتصادية وصناعية متنامية، وحوار متواصل حول القضايا المحورية والمؤثرة إقليميا وعالميا .

وتستند العلاقات بين مصر وروسيا إلى إرث طويل من التعاون المشترك والاستراتيجي الذي أُثري ملامح وركائز التعاون الفعال علي مر عقود عديدة ، كما يشكل التعاون المصري الروسي ملمحا أساسيا في بناء العديد من المشروعات الكبري منها السد العالي الذي يمثل نموذجا للترابط بين الدولتين الصديقتين .

وتشهد العلاقات المصرية الروسية تطورا ملحوظا يشمل كافة مجالات التعاون والتنسيق رفيع المستوي بما يعزز الترابط الاستراتيجي الشامل لصياغة مستقبل مشرق للعلاقات المتينة بين الجانبين .

ورسخت الشراكة المصرية الروسية خصوصيتها، وتطورت بصورة تعكس إدراك البلدين لأهمية الاستمرار في بناء إطار تعاون مستدام يحمي مصالحهما المشتركة لتتحول العلاقات إلى مستوى مؤسسي شامل يغطي مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والثقافة والتعليم وكافة المجالات .

وتعكس اللقاءات العديدة بين رئيس الجمهورية " عبد الفتاح السيسي " والرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " مستوى الثقة العميقة التي تحكم مسار العلاقات، و يأتي التشاور المستمر بين القيادتين في مرحلة دقيقة تشهد فيها المنطقة تحولاتٍ متسارعة، الأمر الذي يجعل من التنسيق المصري الروسي عنصرًا رئيسيًا في صياغة مقاربات واقعية لحفظ الاستقرار وترسيخ السلام الإقليمي و الدولي .

ويؤكد وزيرا خارجية مصر وروسيا الدكتور" بدر عبد العاطي " و " سيرجي لافروف " – في لقاءات عديدة - عمق العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا وما تشهده من زخم متزايد في مختلف مسارات التعاون، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنسيق المستمر والتشاور بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك .

وأكد سفير روسيا بالقاهرة " جيورجي بوريسينكو" أن الدولتين تربطهما علاقات تاريخية متنية وروابط مشتركة تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، مضيفا أن الصداقة القوية التي تجمع بين الرئيسين " عبد الفتاح السيسي" و" فلاديمير بوتين " عززت علاقات التعاون الممتازة و المتينة التي تجمع بين البلدين الصديقين وأن مستقبل العلاقات المصرية الروسية سيشهد دفعة قوية وتطورا ملحوظا في ظل الروابط القوية التي تجمع بين الشعبين المصري والروسي .

كما أكد دور مصر المحوري في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي ، مشيدا بمؤتمر شرم الشيخ للسلام ودور مصر الريادي في إحلال السلام الإقليمي .

كما عقدت العديد من اللقاءات الهامة خلال الأيام الماضية والتقي مساعد رئيس جمهورية تتارستان بروسيا " مراد جاتين " بالعديد من كبار المسئولين في مصر منهم نائب وزير الخارجية الاسبق وسفير مصر لدي موسكوالاسبق السفير " عزت سعد " وكبار المثقفين لتعزيز التعاون في مجالات التبادل الشبابي والعلمي والمعرفي ، بالإضافة الي ينفذه البيت الروسي في مصر ب " القاهرة والاسكندرية " من فعاليات عديدة تعزز العلاقات الاستراتيجية في مختلف أوجه التعاون التي ترنو وتبني مستقبل مشرق للعلاقات الممتازة برؤية عصرية .

وعلي صعيد التعاون الاقتصادي شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حجم التبادل التجاري بين البلدين، إلى جانب توسّع الشراكات الصناعية، ويبرز في هذا السياق مشروع المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يشكل أحد أكبر المشاريع الاستثمارية الروسية خارج حدودها، ويهدف إلى تعزيز قدرة البلدين على زيادة الإنتاج الصناعي وتعميق الروابط الاقتصادية.

كما يشكل التعاون في مجال الأمن الغذائي والزراعة أحد أهم مسارات العمل المشترك، خاصة في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد وتناولت اللقاءات الثنائية التي تمت مؤخرًا آفاقًا جديدة للتعاون الزراعي، بما يسهم في دعم الأمن الغذائي المصري وتوسيع فرص الشراكات التجارية .

ويعد البُعد الثقافي أحد ركائز التعاون الاستراتيجي للعلاقات بين القاهرة وموسكو، والذي شهد نشاطًا مكثفًا خلال الأعوام الأخيرة في ظل ما تنفذه البيوت الثقافية الروسية خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مجالات التبادل الشبابي والفنون والكتاب و الثقافة .

كما تمت مناقشة مشروعات تعاون جديدة مع مؤسسات مصرية في مجالات الرياضة والشباب والثقافة، بما يعكس رغبة الجانبين في توسيع نطاق التفاعل الشعبي والإنساني بين شعبي البلدين .

وتقدم العلاقات المصرية الروسية نموذجًا متوازنًا للتعاون الدولي الذي يرتكز على التفاهم والبناء المشترك وأثبتت السنوات الأخيرة أن القاهرة وموسكو قادرتان على صياغة مسارات جديدة للتعاون تخدم المصالح المشتركة، وتدعم الاستقرار في منطقة تواجه واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخها الحديث .

وتربط مصر وروسيا رؤية مشتركة لمستقبل يضمن الأمن الإقليمي، ويعزز التنمية الاقتصادية، ويوسع من آفاق التعاون الدولي متعدد المسارات لتظل العلاقات بين القاهرة وموسكو إحدى الركائز الأساسية في معادلة الأمن الإقليمي، وقوة دافعة للحوار الدولي، وجسرًا متينًا للتعاون بين الشرق والغرب في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى شراكات قادرة على مواجهة التحديات المشتركة .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة