تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة والمطربة الكبيرة ليلى مراد، التي رحلت في 21 نوفمبر، تاركة إرث فني ضخم جعلها واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في حقبة الثلاثينيات وحتى منتصف الخمسينيات، وتميزت مسيرتها بتقديم عدة أفلام حملت اسمها في عناوينها، على غرار ما فعله النجم إسماعيل ياسين، لتصبح بذلك علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية.
ولدت ليلى مراد في 17 فبراير بمدينة الإسكندرية لأسرة يهودية، فوالدها هو الملحن المعروف زكي مراد "إبراهيم زكي موردخاي"، ووالدتها جميلة سالومون ذات الجذور المغربية البولندية. تلقّت ليلى أولى خطواتها الفنية على يد والدها والملحن داوود حسني، لتبدأ الغناء وهي في الرابعة عشرة من عمرها.
وقدم والدها أوبريت "العشرة الطيبة" الذي لحنه سيد درويش، وكان لذلك أثر كبير في تشكيل وعيها الفني، بدأت مشوارها من الحفلات الخاصة، ثم انطلقت شهرتها بعد ظهورها في الإذاعة المصرية، حيث تعاقدت على تقديم أغنية أسبوعية عقب تأسيس الإذاعة.
قدمت ليلى أول ظهور سينمائي لها عام 1935 في فيلم "الضحايا" بصوتها فقط، بعد أن لفتت موهبتها انتباه المخرجة ومنتجة الفيلم بهيجة حافظ،أما المحطة الأكثر تأثيرًا فكانت أغنية "يوم السفر"، التي شدت أنظار موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ليختارها لمشاركته بطولة فيلم "يحيا الحب" عام 1937، وهو الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا وفتح لها أبواب السينما بشكل واسع، لتشارك لاحقًا في أكثر من 27 فيلمًا.
من أبرز أفلامها:ليلى بنت الفقراء،ليلى بنت الأكابر،ليلى بنت الريف
وهي الأفلام التي رسخت صورتها كأيقونة رومانسية غنائية في السينما المصرية.
ارتبط اسم ليلى مراد طويلا بالفنان الكبير أنور وجدي، حيث تزوجا عام 1946 بعد نجاحهما المشترك في فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وقدما معًا ثمانية أفلام خلال زواجهما الذي استمر حتى 1953.
وبعد طلاقها، تزوجت من وجيه أباظة وأنجبت ابنها أشرف، ثم تزوجت من المخرج فطين عبدالوهاب، وأنجبت منه ابنها الفنان الراحل زكي فطين عبدالوهاب الذي توفي عام 2022 بعد صراع مع السرطان.
رغم أنها ولدت لأسرة يهودية، أعلنت ليلى مراد إسلامها وظلت على ديانتها الإسلامية حتى وفاتها وفي 1956، وجهت إليها شائعة التبرع لإسرائيل، لكن التحقيقات الرسمية نفت الأمر تماما وأثبتت براءتها.
وفي عام 1998، وبعد سنوات من رحيلها، كرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتسلمت الجائزة عنها الفنانة ليلى علوي، تكريما لمسيرتها العظيمة.