رفعت تقارير دولية النقاب عن خطة سلام أمريكية، بدعم مباشر من الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، تتضمن بنودًا تُعدّ الأكثر صعوبة على كييف، إذ تشترط تنازلها عن أراضٍ واعترافها بأنها أصبحت تحت السيادة الروسية.
شروط ثقلية
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الخطة المقترحة تتكون من 28 بندًا، أبرزها مطالبة أوكرانيا بالاعتراف بسيطرة روسيا بحكم الأمر الواقع على شبه جزيرة القرم وإقليمي لوجانسك ودونيتسك، بما يشمل اعترافًا مماثلًا من الولايات المتحدة.
كما تنص البنود على تجميد الوضع الميداني في خيرسون وزابوريجيا عند خطوط التماس الحالية، بما يعني اعترافًا فعليًا بتلك الحدود القائمة.
وفي المقابل، ستتخلى روسيا عن مناطق أخرى متفق عليها تقع خارج الأقاليم الخمسة محل النزاع.
وبينما ما يزال غير معلوم إن كانت كييف ستتنازل عن أراضيها أم لا، فإنها سبق أن اعتبرت مسألة الاعتراف بأن أراضيها أصبحت روسية "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه.
قيد التفاوض
وأكد البيت الأبيض أن خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا ما تزال قيد التفاوض، مشددًا على أنها جيدة لكل من موسكو وكييف على السواء.
وكشف أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عملا بشكل سري منذ شهر على هذا المشروع (الخطة) لفهم ما يمكن أن يكون هذان البلدان مستعدين لتقديمه من أجل التوصل إلى سلام دائم.
وفي أوكرانيا، أعلنت الرئاسة أنها تلقت من الجانب الأمريكي مشروع خطة ترى واشنطن أنها قد تسهم في تنشيط المسار الدبلوماسي.
وأكدت الرئاسة أنها دعمت مقترحات ترامب لإنهاء إراقة الدماء، كاشفة عن استعدادها للعمل البناء مع واشنطن والشركاء في أوروبا.
وأشارت الرئاسة الأوكرانية إلى أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يتوقع مناقشة الفرص الدبلوماسية اللازمة لتحقيق السلام مع الرئيس ترامب خلال أيام.
زيلينسكي، من جانبه، أكد أن بلاده ستعمل جاهدة لإنجاح مقترحات السلام الأمريكية، متعهدًا "بعدم عرقلة أي مساعٍ دبلوماسية".
وعقب اجتماع في العاصمة الأوكرانية جمع أمين مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف مع وفد أمريكي برئاسة وزير الجيش الأميركي دان دريسكول، أكد الأول أن بلاده تعبر بوضوح عن موقفها في أي عملية سلام تهدف لإنهاء الحرب مع روسيا، مشددًا في الوقت نفسه أن أي قرارات "لا يجب أن تُقوّض سيادة أوكرانيا وأمنها".
أما موسكو، فهي إلى الآن -كما تقول- لا تعرف شيئًا عن المقترح الأمريكي الرامي إلى وقف الحرب، حيث لم تتلقّه بعد.
وقال المتحدث باسم "الكرملين"، دميتري بيسكوف، إن موسكو لم تتلقَّ أي شيء رسمي من الولايات المتحدة بشأن خطتها للسلام في أوكرانيا، لكن الاتصالات مع واشنطن ما تزال مستمرة.
ومع ذلك، طالب بيسكوف أوكرانيا باتخاذ قرار مسؤول، زاعمًا أن هامش المناورة أمامها تقلّص بسبب التقدم الروسي على أرض الميدان.
وتواصل روسيا تقدمها أمام تقهقر أوكراني؛ فحسب ما أورده إعلام روسي نقلًا عن وزارة الدفاع، فإن القوات الروسية سيطرت على بلدات يامبيل وستافكي ونوفوسيليفكا وماسلياكيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، بالإضافة إلى قرية في منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة.
وأشارت تصريحات رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتلقَّ بعد الخطة الأمريكية بشأن أوكرانيا.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، كثّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحركاته الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير أنّ الواقع بدا أكثر تعقيدًا مما تصوّر، رغم تأكيده المتكرر سابقًا أنه قادر على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة فقط.
وخلال هذه المساعي، تنوّعت أدوات الضغط التي استخدمتها الإدارة الأميركية بين ممارسة ضغوط مباشرة على كييف وتوجيه رسائل تهديد إلى موسكو، في وقت حرصت فيه واشنطن على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الطرفين، بما يسمح باستمرار الجهود الرامية لتهيئة بيئة تفاوض محتملة.