ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم /الأحد/ أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتجهان لاستئناف المفاوضات التجارية الأسبوع الجاري بعد توقف دام شهرين، في محاولة لإحياء الاتفاق الجمركي الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي وتخفيف التوترات التجارية المتصاعدة بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يعقد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك والممثل التجاري جيميسون جرير اجتماعات رفيعة في بروكسل غدا الاثنين، تشمل لقاءات مع وزراء التجارة في الدول الأعضاء ومفوضي المفوضية الأوروبية وكبار مسؤولي القطاع الصناعي، وتأتي هذه اللقاءات بعد فترة شلل إداري في واشنطن؛ إثر إغلاق حكومي استمر ستة أسابيع.
وأوضحت أن الاتفاق الذي تم إبرامه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إسكتلندا ينص على فرض رسوم أساسية بنسبة 15% على واردات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، مقابل تجنب فرض رسوم عقابية بنسبة 50%، إلا أن بطء المصادقة على الاتفاق داخل المؤسسات الأوروبية، خصوصاً البرلمان الأوروبي، أثار استياء واشنطن، مع توقعات بتأجيل دخوله حيز التنفيذ حتى فبراير 2026.
وتبقى عدة ملفات خلافية دون حل، أبرزها استمرار الرسوم بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم، والرسوم المفروضة على المنتجات التي تحتوي على مكونات فولاذية، إلى جانب الضرائب على الأغذية والمشروبات الكحولية، وتضغط عدة دول أوروبية لإلغاء الرسوم المفروضة على منتجاتها وعلى رأسها فرنسا المتضررة من رسوم على "الكونياك"، وإيرلندا على "الويسكي"، بالإضافة إلى الدول المنتجة للنبيذ.
وأشارت إلى أنه سيناقش لوتنيك وجرير مع مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، ومفوض الدفاع أندريوس كوبيلوس، ومفوض التكنولوجيا هينا فيرككونن، أزمة توريد الرقائق الإلكترونية من الصين، التي تواصل الضغط على سلاسل الإمداد الأوروبية، كما سيشارك الوفد الأمريكي في مائدة مستديرة مع قيادات صناعية، يتوقع أن تضم مسؤولي "فولكس فاجن" الألمانية و"توتال إنرجيز" الفرنسية، وسط مخاوف متزايدة لدى الشركات الأوروبية من ما وصفته بـ "الرسوم المخفية".
وقد أعلنت واشنطن في سبتمبر الماضي قائمة تضم 407 منتجات يحتوي على مكونات فولاذية - من إبر الحياكة إلى توربينات الرياح والغسالات - تخضع لرسوم إضافية، وتدرس حالياً توسيع القائمة لتشمل 700 منتج آخر، منها علب الصفيح والدراجات.
وحذرت شركات أوروبية مصدّرة، من بينها شركة الآلات الزراعية الألمانية "كرونه"، من تعقيد الإجراءات الجمركية الأمريكية.. مشيرة إلى فرض رسوم تصل إلى 200% على الصادرات التي لا تقدم سلسلة منشأ كاملة للفولاذ المستخدم، بما يشمل "المورّد ومورّد المورّد ومورّد مورّد المورّد"، ما تسبب في اضطرابات كبيرة للمصدرين الأوروبيين.