قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إن العالم يمكن أن يحرز تقدماً في مجموعة من القضايا دون الولايات المتحدة، وإن التوافق الذي تم التوصل إليه في اجتماع قادة مجموعة العشرين في جوهانسبرج نهاية هذا الأسبوع له وزنه على الرغم من مقاطعة إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وتحدت جنوب إفريقيا، مضيفة مجموعة العشرين هذا العام، الولايات المتحدة بإصدار إعلان عن الاجتماع.
وكان ترامب قد أمر بالبقاء بعيدا بعد تكرار ادعاء تم دحضه بأن مزارعي الأفريكان البيض في جنوب إفريقيا يتعرضون للإبادة الجماعية، وقالت واشنطن إنه لا يمكن إصدار سوى ملخص للرئيس من التجمع في غياب الولايات المتحدة، بحسب وكالة بلومبرج.
وقال رئيس الوزراء الكندي -في مؤتمر صحفي في جوهانسبرج اليوم الأحد- "لقد جمعت القمة دولا تمثل ثلاثة أرباع سكان العالم، وثلثي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وهذا دون حضور الولايات المتحدة رسميا". وأضاف: "إنه تذكير بأن مركز الثقل في الاقتصاد العالمي يتحول".
وتولى كارني منصبه في وقت سابق من العام الحالي بعد خوضه حملة عارضت فرض ترامب للرسوم الجمركية على الجارة الشمالية والتلميحات بأنها قد تصبح جزءاً من الأراضي الأمريكية. ركز كارني على تقليل اعتماد الاقتصاد الكندي على الولايات المتحدة.
وفي المؤتمر الصحفي، تحدث كارني بالتفصيل عن محاولاته لتعزيز العلاقات مع دول تتراوح بين جنوب إفريقيا والهند والصين.
وقال كارني إن دولة خليجية تعهدت باستثمار 70 مليار دولار كندي (50 مليار دولار أمريكي) في كندا بعد اجتماع عقد في 20 نوفمبر في أبو ظبي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، دون تقديم تفاصيل محددة. وهذا هو أكبر تعهد استثماري تتلقاه كندا على الإطلاق.
وأضاف "نحن نوقع صفقات جديدة ونجد مستثمرين جدداً لتغذية خططنا للطموح الاقتصادي الكندي"، و"سنقوم بتوسيع التجارة وتحفيز الاستثمار في شراكات متزايدة عبر مجموعة من المجالات من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا".
واجتمع كارني مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أمس السبت، وهنأه على عقد قمة ناجحة لمجموعة العشرين، وكرر دعم كندا لرئاسته للكتلة وتعهد ببناء علاقات اقتصادية أوثق، وفقاً لبيان.
وقال رئيس الوزراء الكندي إنه من المقرر أن يلتقي ناريندرا مودي، زعيم الهند، في جوهانسبرغ يوم الأحد، وأنهما يعملان على تحسين العلاقات المتوترة. ففي عام 2023، قالت كندا إن عملاء هنود ربما يكونون متورطين في اغتيال مواطن كندي من أصل هندي على أراضيها- وهو ادعاء رفضته نيودلهي.
وأكد كارني أنه لن يسمح لترامب بأن يملي عليه جدول أعماله.
وقال:"سأتحدث معه مرة أخرى عندما يكون الأمر مهماً". وأضاف: "ليس لدي قضية ملحة للتحدث مع الرئيس بشأنها في الوقت الحالي. عندما تريد أمريكا العودة وإجراء المناقشات على الجانب التجاري، سنجري تلك المناقشات".