الإثنين 24 نوفمبر 2025

ثقافة

انطلاق أولى جلسات مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية" بقصر ثقافة العريش

  • 24-11-2025 | 16:35

جانب من الفعاليات

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

شهد قصر ثقافة العريش بمحافظة شمال سيناء، اليوم الاثنين، أولى جلسات مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية.. سيناء نموذجا"، والذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة ورفع الوعي بقيمة الصناعات الإبداعية.

في مستهل الفعاليات، رحب الشاعر الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بالحضور، معبرا عن بالغ تقديره لمشاركة هذا العدد الكبير من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالتراث. 

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر في سيناء يحمل دلالة خاصة، كونها الأرض التي تختزن ذاكرة النضال والصمود والموروث الإنساني العميق، وتمثل نموذجا حيا لطاقات يمكن أن تسهم بقوة في الصناعات الإبداعية والتنمية المستدامة.
وأضاف أن سيناء ليست مجرد رقعة جغرافية، بل فضاء متكامل للثقافة الشعبية والفنون التراثية والعادات المتوارثة التي يمكن أن تتحول إلى مصادر إنتاج ثقافي واقتصادي ضخم إذا ما تم استثمارها بشكل منهجي وعلمي.

واختتم كلمته مشيدا بالدور الذي تقوم به وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة في دعم الدراسات العلمية التي تسهم بدورها في فتح آفاق جديدة أمام الصناعات الثقافية.

وجاءت الجلسة البحثية بعنوان "مفاهيم الصناعات الثقافية والإبداعية"، أدارها الدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي، واستهلها بكلمة عبر خلالها عن اعتزازه بانطلاق المؤتمر من قلب سيناء، مؤكدا أن هذه البقعة الغالية من أرض مصر تمثل نموذجا فريدا للعطاء والتضحية والانتماء الوطني.
وأشار أن العالم اليوم يتقدم عبر الصناعات الثقافية والإبداعية، مستشهدا بنجاحات دول مثل الصين، ومؤكدا أن مصر تمتلك كنوزا تراثية وثقافية قادرة على وضعها في مكانة عالمية متقدمة إذا ما استثمرت بالشكل الأمثل، مستشهدا بتجربة إحياء صناعة الفخار فى قرية تونس بالفيوم، قائلا: إن إحياء صناعة واحدة قد يحيي قرية كاملة ويعيد تشكيل الوعي الاقتصادي.
واختتم حديثه بتوجيه دعوة إلى إطلاق مشروع قومي شامل لجمع وتوثيق الموروث الشعبي السيناوي، حفاظا على هذا الإرث العظيم ونقلا له إلى الأجيال القادمة.

 وشهدت الجلسة مشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين بحضور لفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة، وقدم خلالها الدكتور أمجد عبد السلام ورقة بحثية بعنوان "الصياغات التصميمية والإبداعية وأبعادها التنموية.. النظرية والتطبيق في مواجهة العولمة الثقافية"، تناول خلالها مفهوم التراث الفني بوصفه نواة الإبداع المحلي في مواجهة العولمة الثقافية، مشيرا إلى أن التراث يمثل ركيزة لإبداع مستمر ينطلق من رؤى داخلية تستوعب النظريات الوافدة وتمتزج بها ليظهر التطبيق في صورته المعاصرة.

وأكد أن التراث ليس مجرد إعادة إحياء لقيم قديمة، بل عملية توليد لعناصر جديدة تعتمد على تراكم الخبرات، مما يمكن من مواجهة التحديات الثقافية المعاصرة برؤية مستقبلية.

وطرح البحث تساؤلا جوهريا حول العلاقة بين نشأة الصياغات التصميمية وبين النظرية والتطبيق، ومدى تأثير هذه العلاقة على التصميم المعاصر في مواجهة العولمة الثقافية، كما افترض إمكانية إيجاد توافق بين النظرية والتطبيق لبناء صياغات تصميمية حديثة مواكبة للتغيرات العالمية، مؤكدا أهمية الاستلهام من نظريات الحضارات القديمة وتوظيفها في الفكر التصميمي الحديث.

وتواصلت الفعاليات مع تقديم بحث للدكتور خالد البغدادي بعنوان "اقتصاديات الإبداع والتنمية بالفن.. الفنون التشكيلية نموذجا"، أكد خلاله أن الفنون التشكيلية تمثل جزءا أصيلا من ذاكرة الإبداع المصري، وأن هذا المنجز الفني قادر على أن يتحول إلى مصدر مهم للدخل ورافد من روافد التنمية الاقتصادية على المستويين الفردي والجمعي.

وأشار إلى أن مصر تعد دولة رائدة في مجال الفنون التشكيلية وتمتلك منظومة متكاملة من الفنانين والبنى الفنية، مؤكدا أنه إذا أحسن تسويقها يمكن أن تصبح أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني.

واختتمت الجلسة ببحث للدكتورة سوزان زكريا بعنوان "الصناعات الإبداعية كمدخل لتنمية الذاكرة الثقافية للطفل.. رؤية نفسية تربوية لمرحلة ما قبل المدرسة".
وأشارت خلاله مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أخطر المراحل التي تتشكل فيها ملامح الشخصية والهوية والانتماء، وأن الصناعات الثقافية والإبداعية أصبحت مجالا فعالا في التنمية التربوية والمعرفية، إلى جانب دورها الاقتصادي والثقافي.
واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة دور الفنون والحرف الشعبية والألعاب التعليمية والمسرح التفاعلي في تنمية الذاكرة الثقافية وقدرات الطفل الرمزية والمعرفية، مع إبراز سيناء كنموذج ثري يمكن استثماره في هذا المجال.
وأشارت النتائج إلى أن دمج الصناعات الإبداعية في برامج الطفولة المبكرة يعزز الانتماء الوطني ويُسهم في بناء شخصية متوازنة ومبدعة.

مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية" ينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء، ويشهد المؤتمر طوال فترة إقامته عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، وتستمر فعالياته حتى مساء غد الثلاثاء.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة