أكدت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر، أن التعليم يجب أن يبقى مجالا مفتوحا للإبداع والابتكار، وليس إطارا للتقليد أو إعادة إنتاج الأسئلة القديمة بصور جديدة، مشددة على أن منصة القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز" جاءت لتكون فضاء محفزا لكسر القوالب التقليدية واستنفار العقل نحو التفكير خارج المألوف.
جاء ذلك خلال مشاركتها في افتتاح النسخة الثانية عشرة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، والذى يقام على مدار يومي 24 و25 نوفمبر الجاري بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، تحت عنوان: "الإنسان أولا: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية"، بمشاركة نخبة من القادة والخبراء والمبتكرين من أكثر من 150 دولة حول العالم.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخة موزا تأكيدها قولها أن التعليم ليس قطاع خدمة كبقية القطاعات، بل هو "حق متوارث" ترتكز عليه الكرامة الإنسانية والعدالة والنهضة، ولا يجوز أن يتحول إلى سلعة أو امتياز يمنحه طرف لآخر، موضحة أن الخطاب العالمي حول التعليم بات بحاجة إلى مراجعة عميقة تنظر إلى المعوقات التي تعترض النهوض التعليمي، لا إلى الإنجازات فحسب.
ولفتت إلى أن قمة "وايز" بصدد إطلاق مؤشر جديد لقياس جودة التعليم، يتميز بكونه لا يقتصر على تقييم الأداء الأكاديمي، بل يدمج في منظومته القيم الاجتماعية والثقافية التي تشكل جوهر العملية التربوية، مشيرة إلى أن "جوائز وايز" تأتي في هذا الإطار لدعم المبادرات التي تقدم حلولا مبتكرة تعزز جودة التعليم عالميا.
وتطرقت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديا نوعيا، إذ يحدث لأول مرة في التاريخ أن يتنازل الإنسان عن جزء من ذكائه لصالح آلة قادرة على التفكير واتخاذ القرار بسرعة وفاعلية تفوق قدراته، وحذرت من مخاطر توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى قد يؤثر على حرية الإنسان ويجعله في حالة "تبعية تكنولوجية"، إذا لم يضبط بمبادئ أخلاقية واضحة.
وشددت على أن "العلم حين ينفصل عن القيم والأخلاق" قد يتحول إلى أداة تخدم الشر بدل الخير، مستشهدة بأسلحة الدمار الشامل التي اعتبرتها "ثمرة فاسدة" للعلم حين يمارس خارج المسؤولية الأخلاقية، مشيرة إلى أن مشاهد الصراع وسفك الدماء في مناطق عديدة من العالم، بما فيها غزة والسودان، تمثل صورة من صور غياب الضمير الإنساني وانفصال العلم عن مقاصده النبيلة.
ورأت أن وضع القيم الإنسانية في قلب النظام التعليمي يمثل "رد اعتبار للعلم وللإنسان"، داعية إلى تعليم يعزز قيم الحق والعدل والجمال، وإلى علم يكون وسيلة لتحرير الإنسان لا لاستعباده، متمنية التوفيق للمشاركين في القمة.