الأربعاء 26 نوفمبر 2025

ثقافة

حكاية شارع أحمد عصمت.. سيرة شهيد دون اسمه في معارك القنال

  • 25-11-2025 | 04:02

أحمد عصمت

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية، ومنها شارع أحمد عصمت.

وُلد أحمد عصمت في 30 نوفمبر 1922 بمنطقة عين شمس الشرقية بالقاهرة، وسط أسرة ميسورة الحال؛ فوالده كان مهندسًا وشغل منصب وكيل مديرية بني سويف، لكنه رحل مبكرًا تاركًا لابنه ثروة كبيرة وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره.

التحق أحمد عصمت بمدرسة الجزويت، ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1940، إلا أنه تعثر في الدراسة لانشغاله برياضة التنس التي أصبح أحد أبرز أبطالها، قبل أن يعمل لاحقًا طيارًا مدنيًا بشركة مصر للطيران.

 

أحمد عصمت فدائيًا:

 

مع إلغاء معاهدة 1936 واندلاع شرارة المقاومة في منطقة القناة، اندفع شباب الجامعة والفدائيون لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني، وكان من بينهم أحمد عصمت الذي قرر المساهمة في نقل السلاح للمقاومين.

وقد هزته بشدة المجازر التي ارتكبها الإنجليز في 12 و13 يناير 1952 بالتل الكبير، والتي استشهد خلالها العديد من شباب مصر، بينهم الطالب أحمد فهمي المنسي بكلية الطب، وعمر شاهين بكلية الآداب. ومن هنا اتخذ قراره بالتطوع، مودعًا زوجته السيدة فردوس عباس الهراوي، وأطفاله الثلاثة: فاطمة الزهراء، بهي الدين، وأحمد، متجهًا إلى جبهة القتال لنقل السلاح إلى الفدائيين في منطقة القناة.

 

استشهاد أحمد عصمت:

 

وفي صباح 24 يناير 1952، وبينما كان في طريقه من الإسماعيلية إلى بورسعيد حاملًا إمدادات للمقاومين، استوقفته دورية إنجليزية بمنطقة التل الكبير ضمن حملة مكثفة لوقف وصول العتاد للفدائيين.

أصر أفراد الدورية على تفتيش سيارته، لكنه رفض، وتصاعد النقاش حتى بادر بإخراج مسدسه مطلقًا النار على قائد الدورية فأرداه قتيلًا، ثم أصاب الحارس المرافق له.

ولم تمر إلا ثوانٍ حتى فتح بقية الجنود النار عليه بكثافة، ليستشهد أحمد عصمت على الفور في 14 يناير 1952.

 

تكريم الملك فاروق للأسرة:

 

وفي 19 يناير 1952، أصدر الملك فاروق قرارًا بتحمل مصاريف تعليم أبناء الشهيد الثلاثة، وتخصيص راتب شهري لهم، إلى جانب منح الأسرة شهادات تقدير وأوسمة. كما قدمت الأميرة فريال، كبرى بنات الملك، مصحفًا كبيرًا إهداءً لأسرة الشهيد.

الاكثر قراءة