الثلاثاء 25 نوفمبر 2025

تحقيقات

الإخوان الإرهابية.. خطر عالمي يستدعي تحركًا دوليًا موحدًا

  • 25-11-2025 | 14:29

الجماعة الإرهابية

طباعة

جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين، بشأن بدراسة تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان كمنظمات "إرهابية أجنبية"، كخطوة في محاصرة التنظيم دوليا، في ظل ما يمثله وأفرعه من تهديد بالإرهاب وأعمال العنف، حسبما أكد خبراء، موضحين أن هذا القرار قد يمثل بداية لخطوات أمريكية أخرى ضد التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية.

ونص الأمر التنفيذي، الذي وقعه الرئيس ترام، بإنه "يُطلقُ عمليةً يُعتبر بموجبها بعض من فروع جماعة الإخوان منظمات إرهابية أجنبية"، مع الإشارة خصوصاً إلى فروع الإخوان في مصر ولبنان والأردن، لما لأن تلك الفروع 'تُغذي الإرهاب، وترتكب أو تسهّل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار التي تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وتشكل تهديداً على مواطني الولايات المتحدة، وعلى الأمن القومي للولايات المتحدة.

وبموجب القرار يوجّه ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بتقديم تقرير بشأن تصنيف أي من فروع جماعة الإخوان، مثل تلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن، كمنظمات إرهابية، وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض.

ويقول الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية، إن ولاية تكساس الأمريكية أعلنت تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، وهذا التحرك ترافق مع مطالبات سياسية عدة، وتحركات إقليمية، أعادت طرح فكرة النظر إلى الإخوان كإحدى الجماعات الإرهابية.

وأكد الشيمي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الولايات المتحدة بدأت تأخذ هذا الاتجاه في الاعتبار، ليأتي قرار الرئيس الأمريكي لدراسة الأمر، مشيرا إلى أن الأمر ليس سهلا في ظل وجود اتجاهات داخل واشنطن تناقش تبعات هذا القرار المحتمل، سواء على السياسة الأمريكية أو على دور الإدارة الأمريكية في المجتمع الدولي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، بحكم العلاقة التاريخية التي جمعت الولايات المتحدة بالجماعة عبر فترات زمنية طويلة.

وأشار إلى أن تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي سيكون له تبعات كبيرة، منها تجميد أصول الجماعة ووقف كل أشكال الدعم المالي والسياسي لها، إضافة إلى تأثير ذلك على مكاتبها وفروعها الدولية، كما ستكون هناك آثار سياسية وقانونية ومالية واسعة، لأن الجماعة لها ارتباطات وتحالفات مع جماعات معارضة في بلدان عديدة.

ولفت إلى أن هذه التبعات تقتضي دراسة معمقة قبل اتخاذ أي قرار رسمي، لأن مثل هذا القرار سيترك أثرًا سياسيًا وأمنيًا ملحوظًا، فهناك تيارات داخل الولايات المتحدة ترى أن تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي قد يرفع مستوى التهديدات الأمنية ضد المصالح الأمريكية حول العالم، وربما يؤدي إلى ردود فعل تصعيدية من الجماعات الداعمة لهم، على غرار ما حدث في أحداث 11 سبتمبر، أو من خلال تهديد المصالح والبعثات الأمريكية في عدة مواقع.

وشدد على أن القرار الأمريكي بإمكانية تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، قيد الدراسة، وهذه الدراسة قد تستغرق فترة قد تصل لعدة سنوات، وخاصة أن ترامب ليس صانع القرار الوحيد في الولايات المتحدة، فالقرار يمر عبر مؤسسات عديدة الكونجرس، والاستخبارات، والبنتاجون، ووزارة الخارجية، ومؤسسات أخرى، وقد تعرقل هذه المؤسسات أي خطوة تراها مضرة بالأمن القومي الأميركي أو مصالح البلاد.

وشدد على أن الأمر النهائي يحتاج إلى توافق مؤسسي واسع داخل الولايات المتحدة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي.

 

تغير ضد الجماعة الإرهابية

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن القرار يترتب عليه العديد من التداعيات السياسية والمالية، ويمثل نوعًا من التحول والتغير عن السياسات الأمريكية تجاه الجماعة الإرهابية خلال الفترة السابقة، فالأمر سابقًا كان هناك نوعًا من التوافق أو الدعم للجماعة، وهذا اتضح خلال السنوات الماضية.

وأوضح إكرام بدر الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأمر تغير عندما بدأت الجماعة تتخذ مواقف ضد المصالح الأمريكية، فالتنظيمات المرتبطة بالإخوان اتخذت مواقف ضد الولايات المتحدة الأمريكية خلال العامين الماضيين، مضيفا أن الإجراءات الأمريكية ضد التنظيم الإرهابي تأخذ نوعًا من التدرج.

وأشار إلى أنه لم يتم اتخاذ موقف أمريكي صارم الآن ضد التنظيم، حيث بدأت واشنطن اتخاذ إجراءاتها ضد فروع التنظيم في 3 دول عربية، هي مصر والأردن ولبنان، مضيفا أنه فيما يخص التنظيم الدولي للإخوان فالأمر سيطاله تدريجيًا.

وأكد أنه من المتوقع أن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد، ففي الفترات المقبلة سيتم اتخاذ إجراءات مماثلة سواء ضد التنظيم نفسه أو بعض التنظيمات المرتبطة به وخاصة تلك التي تعد مسلحة أو شبه مسلحة المنتمية له.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة