شهد قصر السينما بجاردن سيتي استمرار فعاليات الدورة السابعة من ملتقى "أفلام المحاولة"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج الوزارة لدعم المواهب الشابة في مجال العمل السينمائي.
وتضمن اليوم الثالث تقديم مجموعة من الأفلام تنوعت ما بين القصيرة والتسجيلية، وقدم المخرج عبد الله خالد عبد الله أربعة أفلام، جاء الأول بعنوان "مرفوض"، وهو فيلم يكشف قسوة المجتمع التي تحكم على الإنسان بالمظهر والشكل وليس بالقيمة العلمية، ويسلط الضوء على قضية تقبل الآخر من خلال شاب يتعرض لحادث وهو صغير جعله وجهه مشوها، ليواجه بعد تخرجه البحث عن وظيفة لكن الجميع يرفضه، مما يضطره للعمل مهرج أطفال بارتداء قناع من أجل كسب لقمة العيش.
وجاء الفيلم الثاني بعنوان "خوف"، ويتناول مخاوف طالب إعلام يتهرب من مشروع التخرج لأنه مرعوب من التجربة نفسها؛ الإخراج والتصوير والمونتاج والتمثيل، وبعد صراع داخلي طويل يقرر مواجهة خوفه ويصور فيلمه في مكان مهجور، ثم يظهر له شبح يعيد مواجهته مرارا، حتى يتضح أن الشبح كان مجرد شخص فقير ساكن المكان، وتتمثل رؤية الفيلم في أن الخوف الحقيقي ليس من المجهول، بل من الفقر وقسوة ظروف الحياة.
أما الفيلم الثالث "الديليفري" فتدور أحداثه حول شخص يروج لبيع المواد المخدرة، لكنه يتسبب في وفاة حبيبته، بهدف توصيل رسالة الجزاء من نفس العمل.
كما قدم في فيلمه الوثائقي "هذه بورسعيد" الذي يسرد تاريخها، ونضالها خلال الحروب وتحقيق النصر، إلى جانب عرض المعالم السياحية وروح المدينة التي جمعت ما بين المقاومة والتاريخ والجمال.
وتواصلت الفعاليات مع فيلم "لحظة" للمخرج يوسف علي مهران، ويطرح خلاله قضية اجتماعية شائكة في إطار رعب آثار العنف الأسري على النفس البشرية، وكيف يمكن للضغط والقهر المستمر أن يدفع الإنسان للانفجار في لحظة تغيّر مصيره، ثم يواجه بعدها صراعًا داخليًا بين الشعور بالتحرر والشعور بالضياع.
وعرض المخرج كريم كركور فيلم "حظ سعيد" متناولا رؤية اجتماعية حول التراحم بين البشر وقبول توبة المخطئ ومنحه فرصة ثانية لحياة أفضل.
فيما قدم المخرج محمد حسين عواد فيلمه "خطأ ليلى"، الذي يناقش قضية ضغوط الطبقة الاجتماعية المتوسطة ومعاناة الشباب لتحقيق أحلامهم في حياة كريمة.
وأعقب العروض ندوة نقدية أدارها السيناريست عصام حلمي، وناقش خلالها مع المخرجين موضوعات أفلامهم والدوافع الفنية وراء اختياراتهم، إلى جانب أبرز التحديات التي واجهتهم خلال مراحل الإنتاج
يقام الملتقى بإشراف الإدارة العامة للثقافة السينمائية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وبالتعاون مع قصر السينما التابع للإدارة العامة للقصور المتخصصة برئاسة د. منى شعير، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وتتواصل الفعاليات بعرض مجموعة جديدة من الأفلام في الثامنة مساء اليوم الأربعاء، بحضور لجنة التحكيم التي تضم الدكتور أشرف محمد، والمخرج عادل عوض، ومدير التصوير حسين بكر.
وتشكلت لجنة المشاهدة من المخرج عصام حلمي رئيسا، وعضوية المونتيرة نشوى نبيل، ومدير التصوير زايد نايف.
ويختتم الملتقى فعالياته مساء غد الخميس بحفل لتوزيع الجوائز، حيث تمنح جوائز لأفضل فيلم في كل فئة، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل تجديد وابتكار، ويحصل الفائزون على درع الملتقى وشهادات تقدير، إلى جانب شهادات تدريب متخصصة في مجالات الإخراج والمونتاج والتمثيل والسيناريو والتصوير.